يبدو بوضوح أن شكوكاَ كبيرة تظلل موقف “الثنائي الشيعي”، من إمكانية القبول بالوزير السابق جهاد أزعور الذي تقترب قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” من التوافق على اسم كمرشح لرئاسة الجمهورية، سيما في ظل إصرار الفريق الأول على التمسك بالمرشح سليمان فرنجية. وهذا ما يطرح تساؤلات عما إذا كان نواب ما يسمى بالممانعة سيؤمنون نصاب أي جلسة قد يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتكشف المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن نواب الثامن من آذار لن يؤمنوا نصاب أي جلسة انتخابية، في حال كانت الأمور محسومة في الدورة الانتخابية الثانية لأزعور، خاصة وان المسؤول القيادي في “حزب الله” هاشم صفي الدين، كان واضحاً بقوله، إنه لن يصل رئيس للجمهورية إلا بالتوافق.
إلى ذلك، وفي حين أبدى البطريرك بشارة الراعي، ارتياحه لتوجه المعارضة و”العوني” للتوافق على أزعور، أشار المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، الى أن البطريرك الراعي سيتوجه، اليوم،
الى الفاتيكان للقاء رئيس الحكومة بييترو بارولين، وينتقل بعدها الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وسيحمل البطريرك الراعي الى فرنسا الملف الرئاسي، بعد التوافق الذي حصل بين الكتل المسيحية على اسم رئيس، وسيطلب مساعدة فرنسا في ملف النازحين السوريين، وضرورة عودتهم الى بلادهم ورفض توطينهم.
وفي عظته، أمس،اعتبر البطريرك الراعي أنّ الجميع في لبنان يعاني من اللاأخلاقية والفساد وانتفاء المحبّة، خصوصًا بين الجماعة السياسية، مبدياً ارتياحه بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابيّة حول شخصيّة الرئيس المقبل، بحيث لا يشكّل تحدّيا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتّعا بشخصيّة تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية.
ومن جهته،وأكد المطران الياس عودة، أنه عندما تضعف الدولة تقوى الدويلات والمحميات وتسود الفوضى, مشيرا إلى انه في الوقت الذي يسعى العالم إلى الإنفتاح والتسامح يشد اللبنانيين بعضهم البعض إلى التقوقع والتعصب والتخلف والإعتداء على الحريات، مشددا على ان الحاجة أصبحت ملحة للتغيير، والإصلاح، للخروج من مستنقع الفساد، خصوصا بعد التهديد بإدراج لبنان على اللوائح الرمادية، لأن العالم لم يعد يثق بمن تولوا مسؤولية الإبحار بسفينة الوطن، فأغرقوها، ولا يزالون يمعنون في إغراقها.
وفي الشأن الرئاسي، وصف النائب غسان سكاف، الشغور الرئاسي بانه خطير جدا ويستدرج شغور في مواقع أخرى مهمة، ومشيرا إلى انه في حال ظل الجميع متمسكا بموقفه فلن يصل لبنان إلى انتخاب رئيس جديد، لافتا إلى ان تأمين النصاب هو الهدف من المبادرة الثانية والذي لن يتم الا اذا تم ايجاد مرشحاً يستقطب التأييد. وأضاف، إن المرشح جهاد أزعور يحظى بدعم كبير من قوى المعارضة والتيار الوطني الحر.
في المقابل، قال المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل،إن ما يجري وما يتناقل خلال الأيام الماضية أن قوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح الذي دعمناه أو تبنيناه هذا المنطق من النكد السياسي لا يبني وطناً، هذا المنطق الذي تتجمع فيه إرادات فقط من أجل التعطيل لا يمكن أن يوصل بلدنا إلى بر الأمان، وندعو كل الكتل النيابية إلى تحمل مسؤولياتها في معالجة قضية تفصيلية تتصل بتأمين معاشات الموظفين والعسكريين والمتقاعدين.
على صعيد آخر، أوضح وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين أنه, سيتمّ تحديد موعد لجلسة حكومية مخصصة لملف النزوح السوري بعد عقد اللقاء التشاوري في السراي المخصص للنزوح في السابع من حزيران، في حين أعلن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال، هيكتور حجار أن النازح السوري له أحقية انسانية، إلا انه اشار إلى ان المصلحة القومية العليا للبنان تقتضي بأن لا يحصل النازح السوري على المساعدات المالية بالدولار التي يجب أن تكون مشروطة.