تشهد القرى والبلدات الحدودية في القطاع الغربي من جنوب لبنان، منذ ليل الثلاثاء، حركة نزوح كثيفة نحو مناطق جنوبية أكثر هدوءا، وتحديدا إلى مدينة صور التي تعتبر أكبر مدن المنطقة.
وكانت المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل شهدت قصفا متبادلا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على خلفية التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس المستمر منذ أيام.
وقالت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن القرى المحاذية للشريط الحدودي في هذا القطاع خلت من سكانها تقريبا، بينما انعدمت الحركة في كافة قرى وبلدات القطاع، وأبرزها الضهيرة وطير حرفا ومروحين وبقية القرى المجاورة.
واستهدف حزب الله صباح الأربعاء موقعا عسكريا إسرائيليا عند حدود بلدة الضهيرة بالقذائف الصاروخية، وردت إسرائيل بقصف بالقذائف الفوسفورية بعدما استخدمت طيران الاستطلاع، مما أدى إلى جرح شخصين في الضهيرة بعد إصابة منزلهما بقذيفة.
أما في القطاع الأوسط من جنوب لبنان، فيبدو الوضع متوترا أيضا، لكنه لا يزال تحت السيطرة حتى الآن، وفقا لمصادرنا.
وفي القطاع الشرقي، أوضحت مصادرنا أن “الوضع في شبعا هادئ، والسكان يتنقلون بطريقة عادية، ولم يغادر أحد”.
ومن جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم قوات حفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) أندريا تيننتي: “تواصل قواتنا حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر، وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحث على ضبط النفس”.
الوضع في صور
وقال أبو أحمد، وهو من سكان بلدة مروحين الحدودية، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “وصلنا ليلا إلى مدينة صور التي أقفلت مدارسها الأبواب. عشنا ساعات خوف لا سيما كبار السن بسبب صعوبة انتقالهم”.
وأضاف أن “حركة النزوح كثيفة من البلدات الجنوبية، خاصة الناقورة والمناطق الحدودية، نحو المدن الجنوبية تخوفا من تصاعد الاشتباكات”.
كما قال أبو محمد محسن من بلدة يارين الحدودية، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “صحيح أن الجنوبيين اعتادوا بعض المناوشات على الحدود منذ زمن، إنما ما حصل قبل يومين زرع الخوف الحقيقي عند كثيرين منهم، لا سيما أنهم يشعرون أن لا قاعدة ثابتة إذا تطور الاشتباك وطغت لغة العنف والرد المتبادل بالقذائف”.
وفي سياق متصل، حاول موقع “سكاي نيوز عربية” التحدث إلى بعض ممن نزحوا من بلدة عيتا الشعب إلى صور، لكنهم فضلوا عدم الخوض في تفاصيل تحركاتهم، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية، واكتفوا بالقول: “يومان ونرجع إلى أرضنا”.
إلا أن بعضهم أوضح أن “غالبية من غادروا كانوا من المناطق المتاخمة للشريط الحدودي، مثل بلدات صدّيقين وعيتا الشعب، ونزحوا إلى صور هربا من الموت خطأً، لا سيما من لديهم أطفال ومسنون”.