خلص باحثون غربيون إلى أن المسيرات الإيرانية التي استخدمتها روسيا في غزوها لأوكرانيا وتم إسقاطها، تحوي قطعاً أساسية جرى صنعها في الصين، خلال العام الجاري، وذلك رغم الضغط المتزايد من الولايات المتحدة لخنق سلسلة التوريد العالمية بعقوباتها.
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه عندما فحص باحثون غربيون طائرة إيرانية مسيرة أُسقطت فوق أوكرانيا أبريل الماضي، توصلوا إلى أن أجزاءً منها صنعت في الصين هذا العام.
ويُظهر الكشف الجديد أن الأجزاء الصينية استمرت في التدفق إلى إيران، ما وفر اللبنات الأساسية لبرنامج صنع المسيرات، كما يوضح مدى المساعدة التي يمكن أن توفرها إيران إلى روسيا، حيث تحتاج إلى 3 أشهر فقط لتصنيع وتزويد موسكو بالأسلحة.
ووفقاً لمجموعة “Conflict Armament Research”، ومقرها المملكة المتحدة والمختصة بتعقب سلاسل توريد الأسلحة العالمية، فإن المسيرة الإيرانية التي أُسقطت تحتوي على محول جهد يبدو أنه صنع في الصين في منتصف يناير الماضي، إذ تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على جزء جرى صنعه هذا العام في الطائرات المسيرة.
من جانبه، قال داميان سبليترز، نائب مدير العمليات في Conflict Armament Research الذي درس السلاح في أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، إن فحص المسيرة “قدم المزيد من الدلائل على أنها من إنتاج إيران”.
وأضاف: “احتوت المسيّرة على محرك إيراني الصنع أنتجته شركة فرضت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات متكررة لدورها في برنامج صنع الطائرات بدون طيار في البلاد”.
وبحسب الصحيفة، فإن الجزء الصيني الذي اكتشفته المجموعة في الطائرة المسيرة والمعروفة باسم “شاهد –136″ويأخذ شكل الحرف V ويستخدم بنظام الملاحة الخاص بالسلاح، سليماً إلى حد كبير.
تحديات أمام واشنطن
ويُسلّط اكتشاف الجزء الصيني لعام 2023 الضوء على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في محاولة وقف تدفق هذه الأجزاء المهمة من جميع أنحاء العالم إلى مصانع الطائرات بدون طيار الإيرانية.
ويتناغم ذلك الاستنتاج مع تقارير الأمم المتحدة قالت فيها، إن “الصين وهونج كونج استخدمتا كمراكز توزيع للمسيرات الإيرانية، حيث تم تزويد الحوثيين في اليمن بتلك المسيرات خلال السنوات الأخيرة”.
كما يُظهر الاكتشاف مدى السرعة التي يمكن أن تصنع بها إيران طائرات بدون طيار وشحنها إلى روسيا، حيث تم تصنيع الجزء الصيني في يناير، وشحنه إلى إيران، ثم تم تركيبه وإرساله إلى روسيا واستخدم ضد أوكرانيا.
وبحسب تقديرات الجيش الوكراني، فإن روسيا أطلقت أكثر من 700 مسيرة، لاستهداف محطات توليد الكهرباء والمدن والأهداف العسكرية، وبينما تقول أوكرانيا إنها تمكنت من تحييد تهديد الطائرات بدون طيار إلى حد كبير، فإن الاستخدام المستمر لهذه المسيرات يجهد الدفاعات الجوية في البلاد.
وتسبب الغزو الروسي بضغط على إمدادات الأسلحة العالمية، إذ كافحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الداعمون لأوكرانيا لتزويد كييف بالإمدادات الهائلة من القوة العسكرية التي تحتاجها لمواجهة القوات الروسية.
وإثر ذلك، لجأت روسيا إلى إيران العام الماضي للمساعدة في تلبية احتياجاتها الخاصة من الأسلحة، واستخدامها للطائرات الإيرانية بدون طيار هو المثال الأكثر شمولاً لتعميق التعاون العسكري بين البلدين.
والشهر الماضي، قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن روسيا “استنفدت إمداداتها من الطائرات الإيرانية المسيرة، وإنها طلبت من طهران إرسالها بكميات”، والأسبوع الماضي، قال البيت الأبيض إن إيران أرسلت مؤخراً مئات المسيرات إلى روسيا على متن سفن تمر عبر بحر قزوين.
وترى الصحيفة أن تأثير العقوبات العالمية على وقف تدفق قطع الغيار إلى إيران كان “متواضعاً”، إذ يمثل استهداف قطعاً أخرى كمحولات الجهد، التي تستخدم على نطاق واسع في الإلكترونيات التجارية، مشكلة مربكة.