لم يترك جماعة الممانعة شيئاً الا و فعلوه في دائرة بعلبك الهرمل ليسرقوا تمثيل منطقة دير الأحمر و يفرضوا عليها نائباً لا يمثل حقيقة انتمائها السياسي كما فعلت الوصاية السورية قبلهم .
من الترهيب الى الترغيب الى سحب المرشحين الى التجييش الطائفي الخطِر لرفع الحاصل أملاً بإسقاط أنطوان حبشي … لم يتبقى لهم شيئاً آخر يقومون به .
المحزن في هذه الدائرة أن جماعة سعد الحريري يساعدون عن دراية أو عن قلّة إدراك على ذلك كما يساعدون حزب الله في كل لبنان للفوز بالأكثرية النيابية و هذا ما ستترتب عليه تداعيات خطرة بعد انتهاء الاستحقاق على النسيج الاجتماعي اللبناني و على علاقة المسيحيين بسنة الحريري الذين لم يتبقى لهم حليف حقيقي ووازن داخل هذا المجتمع.
أيها اللبنانيون : هذا هو نموذج التعايش الذي يقدمه لكم حزب الله … هو يتجلى بأبهى حلله في معركة بعلبك-الهرمل … فإما تكونوا معه أو سيفرض مشيئته عليكم بالقوة و رغماً عن أنوفكم .
لدير الأحمر و معركتها اليوم رمزية كبرى و دلالات عميقة :
رمزيتها أنها آخر معقل للوجود المسيحي الحر في البقاع الشمالي و بالتالي لطالما شكلت عصب الخيار السيادي في تلك المنطقة الحدودية و منعت تغيير هويتها .
و رمزيتها أن دير الأحمر دائماً ما كانت إحدى الخزانات الكبرى التي رفدت مجتمعها بما احتاجه زمن الحرب من دون تردد أو سؤال … هي التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء في سبيل بقاء المسيحيين و حرية لبنان .
رمزيتها تأتي من أنها بقيت عاصية ممانعة في مرحلة الوصاية رغم مل ما تعرضت له من ترغيب و ترهيب .
اما دلالة تلك المعركة فهي انكشاف حزب الله على حقيقته أمام اللبنانيبن بوضوح … هو حزب لا يستطيع تقبل الآخر المختلف و لا يكتفي بذلك فقط اتما يعمل على الغائه بشتى الوسائل كما يفعل تماماً عندما يحاول إسقاط الممثل الحقيقي للأغلبية الساحقة من مسيحيي البقاع الشمالي .
زمن الحرب حاولوا تطويقها و محاصرتها لتسقط ففشلوا … و زمن الوصاية حاولوا إغرائها فرتدتهم خائبين و حاولوا ارهابها فصدتهم و اغلقت كل الأبواب في وجههم … و اليوم و مهما حاول حزب الله ستبقى دير الأحمر لبنانية حرة ترفع أعلام لبنان وحده في قلب البقاع لتظل هويته لبنانية.