نكتب هذه الكلمات و نتوجه اليكم و نحن ندرك إحباطكم و غضبكم و مآخذكم الكثيرة التي بعضها محق و بعضها الآخر لا .
نكتب هذه الكلمات على أبواب انتخابات مصيرية ستحدد وجه لبنان و صورته للسنوات القادمة و للمفارقة فإن تصويتكم هو من يرجح الكفة …
ربما جُرحتم و ربما أُحبطتم و ربما صوَّر لكم البعض غدراً ليس في مكانه …
لن نناقش في أحقية إحباطكم و أسبابه لكن تذكروا دائماً أن إخوة لكم إضطهدوا زمن الإحتلال و زجوا في السجون و قمعوا و قتلوا و نكل بهم و بمقدساتهم و لم يتراجعوا … قارنوا بين ما أنتم عليه اليوم و بينهم لتعرفوا أن إحباطكم غير مبرر …
لا تربطوا مصير طائفة ووطن بمغامرات بعض الطائشين من بينكم خاصة و أنها مغامرات غير محسوبة أوصلتهم الى حيث وصلوا ..
يا أهلنا السنة لا تحمِّلوا أنفسكم مسؤولية تسليم لبنان لمحاور الشر التي عانيتم ما عانيتم منها و لا تدفعوا بإحجامكم عن الانتخابات شركائكم في الوطن للعودة الى مشاريع قديمة تخلوا عنها عندما اجتمعتم معاً …
إنكم و بتخليكم عن مسؤولياتكم ستسلمون لبنان لحزب الله و ستدفعون شركائكم المسيحيين للمطالبة بأمور اعتقدوا انهم تخطوها … فإن عجزوا سيقتنعون بأن العيش معاً مستحيل و سيسعون ربما لأشياء لا يريدونها …
عليكم أن تدركوا أن مسؤوليتكم كبيرة هذه الأيام و تتخطى الحسابات الضيقة و مشاريع تصفية الحسابات عند بعض الأطفال من بينكم …
عليكم أن تدركوا أن إحجامكم سيقضي على ما تبقى من ١٤ آذار و من وحدة بين اللبنانيين و عليكم أن تفهموا أنكم بتسليم البلد لحزب الله ستدفعون الجزء الأكبر من المسيحيين للكفر بهذا اللبنان و بالصيغة و الوحدة .
انتبهوا … خياراتكم ليست كثيرة و كما تقررون في الصناديق سيكون المستقبل فلا تدعوا ما بناه رفيق الحريري و ما جمعته ١٤ آذار يذهب أدراج الرياح و نعود الى ما قبل الطائف …
يا أهلنا السنة لا تفرطوا بلبنان الذي نعرف لأن البديل شيء آخر لن تتمنوه لنا جميعاً …