Posted on Sunday, April 10, 2022 كاتب المقال شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
حائر متخبط على غير عادة نرى السيد حسن نصرالله في إطلالاته هذه الأيام .
هو ربما لم يتعود على مواجهة خصم شرس منظم واضح كالقوات اللبنانية .
تناسى أن القوات وجدت قبله في الحياة العامة و عندما كانت الأكبر على الارض كان كل الأخرين صغاراً نسبة لحجمها وقتها .
حائر السيد نصرالله بين خطاب يتوجه فيه لبيئته ليطمئنها على مستقبل مجهول و ليحرضها باستشراس على عدوٍّ يشيطنه كل يوم … و بين تدمير حليفه مسيحياً اكثر فأكثر بخطاب يستثير الغرائز و و يمقته المسيحيون .
ربما على السيد حسن أن يعترف بأن معاداة القوات اليوم أصبحت مكلفة مسيحياً و لم تعد مربحة كالسابق .
و ربما عليه أن يدرك أن المسيحيين خائفون من سلاحه و هؤلاء عندما يخافون يلجأون باللاوعي الجماعي عندهم للقوة التي دافعت عنهم في زمن مضى .
عليه أن يعلم أن ورقة الترهيب و التهويل كما يحصل في بعلبك و غيرها صارت منتهية الصلاحية و اصبح مفعولها عكسياً و نتائجها مدمرة لحلفائه مسيحياً و مربحة جداً لأخصامه .
يحاول السيد نصرالله هذه الايام ان يمشي بين الخطوط بدقة و تأنٍّ … فهو من جهة بحاجة لشد عصب الشيعة و من جهة أخرى يدرك أن هذا الخطاب سيكلف حلفائه الكثير عند المسيحيين و سيخدم أخصامه ... كان الله بعونه !!!
على الجميع أن يعتادوا التعامل مع الشريحة الأكبر من مسيحيي لبنان كما كانت سابقاً لأن هذه الانتخابات ستعيد هؤلاء الى قواعدهم الأصلية التي انطلقوا منها أصلاً و ستلفظ الطارئين الذين شوهوا تاريخ هذه الطائفة العريق و حاولوا أخذها الى أماكن لا تشبهها …
حيرتك مبررة يا سيد حسن … فأنت اليوم تواجه و لأول مرة خصماً حقيقياً لا يُرَوَّض و انت لم تعتد على هذا النوع من الخصوم …
ربما أفقدكم سمير جعجع أعصابكم بتخطيطه الهادئ و عمله الدؤوب … لكن لما هذه المفاجأة و هذا التخبط ؟؟ نحن نعرف انكم قراء ممتازون للتاريخ لذا كان عليكم ان تتواضعوا و تتذكروا تاريخ الآخرين قبل التكبر التجبر و الاستخفاف بهم …
بالنهاية لن تحصدوا اليوم مسيحياً الا ما زرعته ايديكم و إن ١٥ أيار لناظره قريب ….
