في ١٣ نيسان قاتل لبنانيون لتبقى الهوية و الوطن و قاتل آخرون لأنهم لم يقتنعوا يوماً بحقيقة هوية و نهائية كيان .
في ١٣ نيسان مات شيب و شباب لتبقى هوية و ليستمر انتماء لوطن يأكل ابنائه و لا يشبع من الدم
في ١٣ نيسان استشهد كثر بشجاعة ليبقى لبنان الذي عرفوه لكنهم رحلوا فرحل معهم كل شيء .
نحن شعب لم يجري حتى اليوم مراجعة ذاتية لماضيه فكيف له أن يستخلص الدروس و العبر ليبني وطناً للمستقبل
نحن شعب لم يتفق ابناؤه بين بعضهم حول مسببات الحرب … فلكل واحد منا راويته الخاصة و نظرته لها :
منهم من يراها حرب الآخرين على أرضنا و منهم من اعتبرها حرباً أهلية و انفجاراً لصراعٍ دفين بين المكونات اللبنانية المتكاذبة دائماً …
كيف لنا أن نستخلص العبر إن لم نتفق على نظرة واحدة لما حصل ؟
كيف لنا أن لا نقع بحرب أخرى إن لم نعترف بمسببات الحرب السابقة ؟
في ١٣ نيسان مات كثر و جرح أكثر و اختفى من اختفى … و بعد كل ما جرى عدنا الى المربع الأول كأن حرباً لم تكن و موتاً لم يحصل و دماراً لم يأكل كل شيء !!!
لماذا لا نتعلم ؟؟؟ لماذا نتقن اخفاء عللنا القاتلة ؟؟؟
ما هذه الكذبة الجهنمية التي عشنا و تعايشنا معها لسنين طويلة و ما زلنا نرفض الإعتراف بأنها كانت وهماً قاتلاً مدمراً قضى على كل شيء !!!
ما هذه الكذبة الجهنمية التي عشنا و تعايشنا معها لسنين طويلة و ما زلنا نرفض الإعتراف بأنها كانت وهماً قاتلاً مدمراً قضى على كل شيء !!!
قلما صادفنا شعباً حول الوهم الى حقيقة و عاش بها كشعبنا !!!
قلما صادفنا وطناً تنقل بين الأزمات كمن ينتقل الى عمله كل يوم !!!
إن ١٣ نيسان و باختصار كان تجلٍّ لحقيقتنا المؤلمة التي أخفيناها طويلاً و ما زلنا ...
١٣ نيسان كان انهياراً ضخماً احرق الاخضر و اليابس و اسقط الهيكل فوق رؤوسنا جميعاً و عندما انتهى سكت المدفع لكن الحرب استمرت بأوجه أخرى و لم ندرك بعد طريق الخلاص و ما زلنا نتخبط و لن ينقذنا شيء سوى الحقيقة لذا فلنقلها مرة لتخلصنا كل المرات .