مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي رأينا حركة متسارعة لحزب الله نحو تجميع حلفاءه في الطوائف الأخرى و رصِّ صفوفها لخوض غمار هذا الإستحقاق بأفضل التحالفات الممكنة لتحقيق النجاح المطلوب فما الذي يحصل ؟؟؟
من يتابع حزب الله منذ زمن يدرك جيداً انه حزب براغماتي و انه قارئ جيد جداً للسياسات و التحولات الداخلية و الخارجية فما الذي دفعه في اللحظات الأخيرة للإنتفاض في محاولة لشدِّ عصب التحالفات التي تدور في فلكه في المناطق و ماذا يعني ذلك ؟؟؟
اولاً ذلك يعني بطريقة مباشرة أن الانتخابات حاصلة لا محالة و هو اشارة الى أن هذا الاستحقاق لن يلغى أو يتأجل …
ثانياً يمكن استخلاص هدفين اثنين لا ثالث لهما من حركة حزب الله :
الأول أن هذا الحزب لمس التراجع الكبير لحلفاءه خاصة في الشارعين المسيحي و الدرزي نتيجة الإحصاءات و الأرقام التي وصلت اليه مؤخراً و هو ما لا يناسبه اطلاقاً لذا عمل بسرعة على رص صفوفهم و تأمين أفضل التحالفات الممكنة بينهم لمحاولة استلحاقهم قبل السقوط الكبير …
الإحتمال و الثاني و الذي ربما يكون الأهم و الأكثر واقعية هو أن هذا الحزب قرأ جيداً التحولات الحاصلة في المنطقة بعد التسوية الكبرى الآتية و فهم أن هذه الإنتخابات محورية و مهمة جداً و من ينتصر بها تتكرس سيطرته على الوضعية اللبنانية للسنوات القادمة باعتراف عربي و عالمي و بالتالي هو يرى أنه الأقرب للفوز بالإنتخابات اليوم نتيجة تصعضع و تشرذم اخصامه خاصة في الشارع السني و أن هذه الفرصة ربما لن تتكرر في المدى المنظور
لذا هو يعمل على حشد كل الطاقات و الإمكانات التي ستكرس هيمنته بطريقة شرعية و دستورية على الدولة اللبنانية من دون السماح بأي اعتراض داخلي أو خارجي …
لذا و لأن هذا الحزب ضليع في السياسة و ذكي جداً سيعمل للفوز بالأكثرية النيابية مهما كلف ذلك لأنها المفتاح الحقيقي لاستتباب السيطرة المطلقة له على كل ما تبقى من لبنان دون اي اعتراض من أيٍّ كان و من هنا ايضاً خطورة فوزه بالأكثرية النيابية فماذا سيحصل إن انتصر ؟؟؟
إن اعطى اللبنانيون الأكثرية لحزب الله هذه المرة لن يعود بإمكان أي أحد في هذا العالم الإعتراض على سيطرة المحور الإيراني على لبنان لأن الشعب اللبناني هو من اختار بإرادته الحرة التموضع هناك و ربما هذا ما سيسهل على البعض تذليل بعض العقبات العالقة ضمن الصفقة الكبرى التي يجري تحضيرها بين الولايات المتحدة و إيران …
إن فاز حزب الله ايضاً سينفض العرب يدهم من لبنان و يتخلصون من عبئ مساعدته و بالتالي من أي احراج دولي لهم نتيجة انسحابهم منه …
أخيراً ان فاز حزب الله هذه المرة سيتغير حقاً وجه لبنان و بطريقة شرعية مع اعتراف عالمي بذلك و سينتهي بالتالي لبنان القديم الى الأبد … لذلك نرى هذا التحرك الكبير له و سنرى تحركات أكبر من الآن و حتى الإنتخابات القادمة …
على اللبنانيين أن يفهموا أن العالم كله وضع مصير وطنهم بين ايديهم و أن الكرة في ملعبهم وحدهم و كما يختارون اليوم سيكون مستقبلهم غداً فإن أحسنوا الإختيار سيجنون المكاسب و إن اخطأوا فليتحملوا تبعات خياراتهم …