>
Share
لبنان
من هم السياديون و لماذا علينا انتخابهم رغم أخطاء بعضهم سابقا" ؟

من هم السياديون و لماذا علينا انتخابهم رغم أخطاء بعضهم سابقا" ؟

 Posted on Sunday, April 10, 2022

كاتب المقال : شربل نوح - صدى الأرز
في كل تاريخه انقسم لبنان عامودياً بين مشروعين لا ثالث لهما :
المشروع الأول هو الذي تبنته دائماً ما عرفت بأحزاب و شخصيات اليمين المسيحي اللبناني و هو مشروع استقلال لبنان و تحييده عن المحاور لتأمين استقراره و بالتالي ازدهار وضعه الاقتصادي و هو ما شهدناه في مرحلة الخمسينات و الستينات من القرن المنصرم عندما حكمت تلك القوى لبنان.
المشروع الآخر هو المشروع الذي تنبنته بشكل أساسي القوى و المجموعات التي رفضت اصلاً الكيان اللبناني و اعتبرته دائماً كياناً مصطنعاً سلخها عن بعدها القومي و بالتالي تحالفت مع كل القوى الإقليمية صاحبة النظرة المشتركة معها للبنان .
هذا المشروع قام بشكل أساسي على محاولة إقصاء و عزل القوى اليمينية اللبنانية و من هنا رأينا ما رأيناه من محاولة عزل الكتائب بداية الحرب بالتحالف مع منظمة التحرير وصولاً الى ضرب القوات اللبنانية في نهايتها بالشراكة مع نظام الأسد .
بين هذين المشروعين دائماً رأينا قوى متذبذبة تساير المنتصر و تركب موجهته … فمرة كانوا هنا و مرات كانوا هناك لكن هؤلاء لم يشكلوا يوماً مشروعاً قائماً بذاته ليكونوا خياراً ثالثاً و في هذه الخانة تصنف اليوم القوى التي تسمي نفسها قوى الثورة و التغيير لذا نراهم يسايرون حزب الله تارةً و يركبون موجة اخصامه طوراً .
لماذا يجب ان ننتخب القوى السيادية ؟
بداية علينا التمييز بين القوى و الحركات صاحبة التاريخ السيادي الطويل و التي انتمت الى المشروع السابق ذكره في مقالنا و بين من ركبوا موجتها و تبنوا شعاراتها عندما انتصرت و تبرأوا منها و تخلوا عنها كعادتهم عندما ضعفت !!!
لم تكن ١٤ آذار كلها سيادية … هي تشكلت من خليط من المشروعين الذين ذكرناهما … رأينا داخلها السياديين الأصيلين و رأينا فيها أيضاً مجموعات من المشروع الثاني الذي لم يعترف يوماً و فعلياً بنهائية الكيان اللبناني
لكنهم انضموا اليها في لحظة استثنائية انتقاماً و ردة فعل على حلفائهم السابقين بسبب تخليهم عنهم و تفضيلهم أخصامهم عليهم لذل لم يكنوا صادقاين و لذلك خرجوا منها اليوم .
في ١٤ اذار وجدنا ايضاً المتسلقين و الذين يميلون مع الريح و يستعملون التقية ليحفظوا وجودهم و حضورهم بغض النظر عن المشروع السياسي و كلنا نعرف تقلباتهم … مرة هنا و مئة مرة هناك الخ … هؤلاء ايضاً لا يمكن الوثوق بهم او تسميتهم بالسياديبن لأن تقلباتهم يمكن أن تكون مدمرة كما حصل بعد السابع من أيار .
إن السياديين فقط هم أصحاب المشروع الأصلي و الذين ثبتوا على رؤيتهم تاريخياً و هم من أسس اصلاً ١٤ آذار قبل ان ينضم اليها الآخرون و هم ما تبقى منها اليوم …
إن السياديين هم من لا يتلونون و يسايرون و هو من ثبتوا في مسيرة إبقاء لبنان بعيدا" عن الصراعات و الحروب في محاولة لحمايته لذا لم يتلقوا تعليمات يوما" من أي كان و بحال تلقوها رفضوا تنفيذها زمن التسويات الكبرى لأنها كانت ضد مصلحة الكيان فدفعوا أكبر الأثمان عندما تنعم الاخرون بمكاسب السلطة على حساب سيادة بلدهم .
لا تُخدعوا بالشعارات الرنانة و انتخبوا السياديين الأصيلين فقط لأنهم وحدهم اصحاب المشروع اللبناني الحقيقي الصافي و لأن هؤلاء هم من حفظوا تاريخياً الهوية اللبنانية و من يمكنهم تأمين استمراريتها للمستقبل عدا ذلك لبنان الذي نعرف الى زوال …
© 2022 https://sadalarz,com  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top