Posted on Sunday, April 10, 2022 كاتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
مما لا شك فيه أن الإنتخابات النيابية الأخيرة أفرزت قوة سياسية جديدة يحلو للبعض تسميتها قوى التغيير .
و بغض النظر عن الأسباب التي أدت الى فوزهم بهذا العدد الكبير من المقاعد و التي يأتي على رأسها غياب تيار المستقبل بحيث تمكنت هذه القوى من ملئ الفراغ الذي تركه و هو أمر جيد تبقى الحقيقة الساطعة أن على الجميع التعامل مع هذه القوى لأن الناس أعطتهم ثقتها .
اسئلة مشروعة :
لكن و قبل كل شيء هناك مجموعة من الأسئلة علينا طرحها و يجب الإجابة عليها لنعرف جميعاً كيف يمكننا التعامل معهم و هم "المجهولون" سياسياً تقريباً بالنسبة الينا .
أول هذه الأسئلة و أهمها هل علينا اعتبار تلك المجموعات قوة واحدة متراصة لها قرار موحد و أهداف واحدة و بالتالي تتحرك بطريقة منهجية منظمة أم أنها ستظل كما كانت مجموعة من القوى المتشرذمة المتضاربة الأهداف و المصالح ؟؟
ثانياً : على هذه القوى ان تعلن للناس جهاراً و بما لا يقبل الشك تموضعها السياسي اللبناني … هل هي قوى سيادية (بمعنى رفضها لهيمنة الميليشيات و المحاور على لبنان ) أم هي قوى رمادية تساير هنا و هناك و ليس لها قرار واضح أم أنها ستنضوي في صفوف محور الممانعة ؟؟
ثالثاً : على هذه القوى أن تعلن للناس خطتها الإنقاذية للوضع المتفاقم في لبنان و رؤيتها الإقتصادية ( النظام الإقتصادي - المصارف .. الخ .) هل لديها خريطة طريق للمرحلة المقبلة كونها قوى تغييرية أو ان رؤيتها قيد التبلور أم أن لا رؤية موحدة لها بالأساس ؟
رابعاً : على تلك القوى أن تصنف نفسها … هل هي تيار سياسي أو حزب أو جمعيات اجتماعية أم ماذا ؟لأن ذلك سيترتب عليه إعلان صريح عن المبادئ الأساسية لها و بالتالي نظرتها الشاملة للبنان الدولة و الكيان ( مع أي نظام هي في لبنان مثلاً مركزي أو لا مركزي ؟؟ هي مع العلمنة الشاملة أو النظام الموجود الخ .)
بعد الفوز ليس كما قبله :
عليهم أن يدركوا أن ما كان مسموحاً لهم قبل أن يدخلوا اللعبة السياسية من الباب العريض لم يعد مقبولاً اليوم .
لقد وضعتهم الناس أمام مسؤولياتهم و عليهم تحمل تلك المسؤوليات بمعنى انهم اصبحوا حزءاً من السلطة القائمة .
لذا نريد أن نعرف و على سبيل المثال لا الحصر … ما هي مواصفات الحكومة المقبلة التي يرونها ؟؟ و ما شكل التركيبة السياسية التي ستحكم البلد للسنوات المقبلة بنظرهم ؟؟ و ما هي مواصفات الرئيس المقبل الذي سيصوتون له ؟؟
يبقى الأهم و هو الاستحقاق الداهم أي انتخاب رئيس المجلس النيابي و هو الإختبار الأول لهم … هل سيكونون كتلة واحدة و يصوتون بقرار واحد أم سيأخذونهم فرادى ؟؟؟ مع من سيتحالفون و أين سيصطفون سياسياً ؟؟
بمعنى آخر من هي المجموعات السياسية التي بإمكانهم التعاون معها في هذا الاستحقاق و مستقبلاً لمحاولة إحداث خرق ما في جدار الأزمة السميك ؟؟؟ ما المقبول لديهم و ما هو غير المقبول ؟؟
أخيرا" جملة أسئلة بديهية سريعة لقوى التغيير حول تموضع لبنان الخارجي :
ما نظرتهم لعلاقات لبنان الخارجية ؟؟ هل هم مع الحياد الذي طرحته بكركي ؟؟ ما موقفهم من العلاقات المتشنجة مع المحيط العربي ؟؟ما موقفهم من العلاقة مع سوريا و إيران مثلا" ؟؟ كلها أمور غامضة يجب توضيخها .
اسئلة كثيرة و شكوك أكثر لكننا لن نحكم عليهم من الآن فليأخذوا فرصتهم و لننتظر و نرى .
