في عيد الجيش... تذكروا أن لا وطن من دونه و حافظوا عليه
Posted on Sunday, April 10, 2022 كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
كثر في الأول من آب يمدحون و "يبيِّضون" كما نقول بهلجتنا اللبنانية تملقاً و استرضاءً للمؤسسة العسكرية لكن قلّة قليلة تكتب الحقيقة كما هي حفاظا عليه و محبة به . سنكتب في عيد الجيش الذي نحترم و نفتخر بتضحياته خاصة في هذه الأيام عن إشكالية العلاقة بينه و بين بعض المكونات اللبنانية بحسب المراحل و الأحداث . هذا الجيش الذي اختلف حوله كثر منذ نشأته و حتى اليوم كل بحسب مشاريعه و رغباته ... فمنهم من اعتبره جيش الموارنة و محاربته و لو بطرق غير معلنة واجب و شرذمته هي مفتاح تحقيق بعض الأوهام كما حصل زمن الحرب من انشقاقات و تحييد وغيرها . و منهم من اعتبر انه و خاصة في مرحلة سلطة الوصاية ينفذ تعليمات تلك السلطة التي حاولت ضرب علاقته بالمسيحيين بشكل خاص لكنهم سكتوا على مضض حبا" به أولا" و لإدراكهم أن وجوده أفضل من عدمه حتى لو فرضت بعض الظروف القاهرة عليه التصرف بطريقة لا تروق لهم .
و منهم من يعتبره اليوم العقبة الأساس التي ما زالت تحول دون سيطرته المطلقة على كل شيء في لبنان لذا نرى هجومهم الدائم و المستمر و بشتى الوسائل عليهفي محاولة لإقصائه أو عزله تمهيدا لتغيير وجه لبنان .
المفارقة أن الجميع نقريبا و باستثناء المكون الكياني الذي ظل دائما مع الجيش ظالماً كان أم مظلوماً متفقون ضمنياً على شيء واحد و هو أن ضرب و إضعاف هذا الجيش هو أولى خطوات خلخلة الكيان تمهيداً لتغيير هوية أو نظام . من منظمة التحرير و الجبهة الوطنية و الإنشقاقات التي حصلت و حركات التمرد التي أدت بنهاية المطاف الى تحييد الجيش و تسببت باندلاع الحرب الطاحنة التي عانى منها لبنان ١٥ عاماً الى محاولات جيش الإحتلال ابتلاعه و تدجينه و تغيير عقيدته و اضعافه من خلال افتعال المشاكل بينه و بين بيئته الحاضنة الأساسية ( المكون المسيحي) وصولاً الى يومنا هذا مع انهيار كل شيء و صمود المؤسسة العسكرية وحدها و بقائها عائقاً كبيراً أمام أحلام ميليشيات المحور بتحويل لبنان الى عراق آخر ، يبقى الجيش صمام الأمان و خشبة الخلاص التي من دونها سينهار الكيان و يتفنت ما تبقى من وطن . ربما حصلت بعض الأخطاء في مراحل معينة من تاريخنا لكن على الجميع الإدراك أننا في نظام ديمقراطي و أن الجيش ينفذ تعليمات السلطة السياسية بحسب الدستور و هي من تتحمل مسؤولية أي خطأ لأنها صاحبة القرار الأساسي لذا علينا عدم لومه هو و تحميله اعباءً لا قدرة له على احتمالها . بربكم في أي دولة نرى الجيش يتحمل مسؤوليات كالتي يتحملها الجيش اللبناني؟
في كل دول العالم مهمة الجيش المحافظة على الحدود و حمايتها و صدّ أي عدوان خارجي الا في لبنان... عندنا مهمات الجيش تبدأ من إطفاء الحرائق الى فض الإشكالات الداخلية بين العائلات الللبنانية الى مكافحة المخدرات مروراً بتنظيم السير احياناً وصولاً الى حماية الحدود و الأمن القومي للبلاد.... لا يمكن أن نحمِّل مؤسسة مسؤوليات كهذه و نرمي عليها كل شيء ثم نأتي للومها إن ارتكبت بعض الأخطاء الصغيرة في بعض المحطات الاستثنائية كما يفعل البعض عندنا . أخيراً و في عيده نقول له … انت الأمان الذي لا نشعر به في غيابك … انت الدفئ الذي يتحول برداً قارساً من دونك… سنظل معك و الى جانبك لينهض لبنان من جديد و لنبني دولة قوية قادرة تحترم جيشها و تؤمِّن له كل مقومات الصمود و الإستمرار… لكل جندي و رتيب و ضابط … لكل شهيد و جريح و مصاب و معوق … لن ننسى تضحياتكم و سنحملها في قلوبنا و ضمائرناطالما في هذا الكون وطن اسمه لبنان . للجيش اللبناني في عيده … كل الوفاء … كل الحب … كل التقدير …لنبقى و نستمر في ارضنا ويحيا لبنان .
