عن القوات و التمثيل المسيحي و الأمر الواقع الجديد .
Posted on Sunday, April 10, 2022 كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
بداية و كي لا نُفهم خطأ نحن لا نكتب هذا المقال لننصح القوات أو لنعلمها ماذا تفعل لا سمح الله … هم حزب لديه حساباته و قرائته و هو أدرى بما عليه فعله .
نحن نكتب هذا المقال لنلفت النظر لجملة من الأمور أصبحت أمراً واقعاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة و بالتالي على الجميع التعامل مع هذا الوضع الجديد كما هو لا كما يحلو لهم .
أولاً - على القواتيين أن يصدقوا انهم أصبحوا الممثل الأول لمسيحيي لبنان و عليهم أن يتعاملوا مع أنفسهم على هذا الأساس بما يترتب على ذلك من مكاسب و مسؤوليات .
لفهم ما نقول علينا أن ندرك لماذا اختار اغلب المسيحيون في هذه الانتخابات القوات اللبنانية ممثلاً لهم دون الآخرين .
لقد ضاق المسيحيون ذرعاً بالمقولة التي اعتبرت أنهم يغطون سياسات حزب الله و التي تتناقض مع نظرتهم العامة للأمور و مع تاريخهم المؤسس للكيان اللبناني .
هم أعطوا أصواتهم سابقاً للتيار الوطني الحر لما مثله العماد عون في وجدان بعضهم كزعيم استثنائي في مرحلة معينة و لم يعطوا أبداً أصواتهم لحزب الله .
ما حصل أن التيار استعمل تفويضهم في غير مكانه الصحيح من هنا كانت انتفاضتهم في الانتخابات الأخيرة التي سحبت جزئياً شرعية تمثيلهم من التيار و أعطتها للقوات مع ما يعنيه ذلك من أَبعاد إن كان في المواجهة أو في تثبيت خياراتهم التاريخية و الثبات عليها .
من هنا أيضا" على القوات اللبنانية ادراك هذا الواقع جيداً و عليها أن تفهم بعمق لماذا صوَّت لها المسيحيون هذه المرة … هم ارادوا القول للجميع انهم أساس الخيارات السيادية في لبنان و رأس الحربة في مواجهة محور الممانعة لذا أوكلوا القوات هذه المرة بقيادة تمثيلهم .
على القوات أن تدرك ان المسيحيين اعطوها ثقتهم لتمثلهم و لتدافع عن حضورهم لا لتتراجع و تتنازل هنا و هناك حتى لو كانت تلك التنازلات تكتية و لا تؤثر على الخيارات السياسية العامة .
إن تراجع القوات أمام من يسمون انفسهم "تغييريين" سيرتد عليها سلباً داخل مجتمعها فالمسيحيون لو ارادوا منح ثقتهم لهؤلاء لكانوا أعطوهم إياها في الانتخابات … من هنا فإن سياسة الاستيعاب التي تعتمدها القوات مع هؤلاء ستضرها في مجتمعها و بالتالي سوف تبعد الناس عنها مستقبلاً .
ثانياً : على القوات أن تتعامل من الآن فصاعداً مع الآخرين من منطلق تمثيلها الوازن لمجتمعها و عليها الا تسمح بمرور أي شيء دون موافقتها من خلال اللجوء الى الموضوع الميثاقي الذي يلجأ اليه الآخرون فإن عطلوا هم تعطل هي أيضا... و التجارب أثبتت أن هؤلاء لا يمكن مواجهتهم بالنوايا الحسنة و السياسة المستقيمة فقط … بمعنى آخر عليها ربط حضورها في المؤسسات بتمثيلها كي لا يستطيع أحد تخطي هذا الأمر كما يفعلون هم و كي تكون أمينة على الثقة التي مُنحت لها لأن الذين انتخبوها و بأغلبهم أرادوا منها التصرف على هذا الأساس .
نحن ندرك أن ما نطلبه ربما صعب و ربما هو خارج الأدبيات و النمط في العمل السياسي الذي دأبت عليه القوات منذ عودتها الى الحياة السياسية بعد ثورة الارز لكن الازمات تتفاقم و الوضع لم يعد يحتمل أي مسايرة أو تراجع أو غض نظر و انتم أكثر من جرَّب هذه السياسة سابقاً مع التيار الوطني الحر فماذا جنيتم ؟؟
يا إخوتنا و رفاقنا في القوات … صدقوا أنكم الأكثرية المسيحية اليوم … تعاملوا مع أنفسكم على هذا الأساس … عندها فقط لن يعود بإمكان أحد عزلكم أو استبعادكم عن أ ي شيء … عندها فقط سيكون عزلكم هو عزل لمجتمع بأكمله و ما من أحد في لبنان اليوم مستعد للقيام بذلك .