عناوين الموقع

Share
مقال
عنجهية حزب الله و استعلائه ... الأسباب و التاريخ

عنجهية حزب الله و استعلائه ... الأسباب و التاريخ

 Posted on Sunday, April 10, 2022

كاتب المقال شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
لطالما تكبّر حزب الله و تجبر على اللبنانيين ووزع الشهادات بحقهم و صنفهم يمنة و يساراً فلماذا يتصرف هذا الحزب بهذه الطريقة ؟؟؟

لنفهم تصرفات هؤلاء و كلامهم الذي عادة ما يكون استفزازياً للآخرين إن كان في تصريحاتهم أو في وسائل إعلامهم علينا أن نرجع قليلاً الى الوراء و نقوم بشبه تحليل نفسي صغير لنتمكن من ادراك طريقة تفكيرهم بوضوح .

أولاً - هؤلاء الناس عانوا تاريخياً من عقدة نقص معينة من اللبنانيين الآخرين بعضها نتج عن أسباب محقة كالإجحاف و الحرمان و الإقصاء الذي لحق بالطائفة الشيعية و مناطقها في لبنان و بعضها الآخر نتج عن التعامل الفوقي معهم من بعض القوى السياسبة بمراحل معينة نتيجة احتكار القوى الإقطاعية للتمثيل الشعبي عندهم و بالتالي سماحها بهكذا تصرف مع بيئتها لتأمين مصالحها الخاصة .

ثانياً علينا أن ندرك أن عقيدتهم الدينية و التي نتجت عنها أصلاً عقيدة سياسية بنيت بالأساس على مظلومية معينة و فكرة اضطهاد قديمة في محطات تاريخية محددة و بغض النظر عن أحقية هذه المظلومية من عدمها و طبعاً نحن لسنا في وارد مناقشة هذا الموضوع شكلت أيضاً هذا المظلومية عقدة دونية غير منظورة عند هذه المجموعة في لبنان و العالم ووقفت عائقاً دائماً حال دون اندماجهم السهل مع المجتمعات المختلفة عنهم .

من هنا يمكن لنا فهم الطريقة الاستفزازية و التهويلية الدائمة في خطاباتهم و التي تحمل في طياتها نبرة استعلائية و استعدائية للآخرين … فهؤلاء و لا شعورياً يحاولون إظهار ما يختزنوه داخل نفوسهم بهذه الطريقة إرضاء لموروثات تاريخية عندهم تناقلتها الأجيال مما انعكس على تصرفاتهم مع الآخرين .

علينا أن ندرك أيضاً أن هذه المجموعة توقف الزمن لديها عند فترة تاريخية معينة لا تقبل مناقشة أي شيء قبلها أو بعدها … فعلى سبيل المثال عندما نسمع السيد حسن يتحدث عن بلاد كسروان و أنها كانت أملاكاً للشيعة نراه يتحدث عن مرحلة تاريخية واحدة و إن عدنا لقبلها بمراحل لكنا رأينا الملكية لمجموعات أخرى و أن كلامه انتقاص لتاريخ آخر و حصر للماضي بمرحلة تناسبه فقط .

طبعاً نحن لا نتكلم عن الشيعة عموماً و لسنا بوارد مناقشة أحد في قناعاته و خاصة الدينية لأن لكل شخص الحق و الحرية في اعتناق المذهب الفكري و الديني الذي يشاء و لا حق لنا بمناقشته فيه … نحن نوَصُّف فقط بطريقة علمية وضعاً نفسياً معيناً لمجموعة سياسية اصبح خطابها استعدائياً و  استفزازياً للآخرين من دون مبرر و لنفهم طبيعة هذا الخطاب .

دائماً المتكبرون و المتعالون و إن بحثنا في تاريخهم رأينا اضطهاداً معيناً تعرضوا له دفعهم باللاشعور عندهم ليعكسوا الآية و يلبسوا لبوس المتعالين عليهم ظناً منهم أن هذا يحميهم من التعرض لأمور مماثلة مستقبلاً لكنهم يغفلون أنهم و بتقليدهم هؤلاء لحماية انفسهم يكررون نفس الأخطاء التي تعرضوا لها سابقاً بحق آخرين و بالتالي يتحولون الى نسخة منقحة عن مضطهديهم و يضطهدون بدورهم اشخاصاً آخرين لا حول لهم و لا قوة .
.
أخيراً يجب النظر بعمق الى تأييد الطائفة الشيعية العارم لحزب الله و فهم اسبابه التي جزء منها عقائدي أيديولوجي و الجزء الآخر و الأهم انتقامي ممن يعتبرون أنهم مارسوا بحقهم في مرحلة من المراحل ظلامية معينة و تعاملوا معهم بازدراء و وفوقية …. الشيعة اليوم يعتبرون أن حزب الله أمن لهم تفوقاً على باقي المجموعات اللبنانية لطالما حلموا به و لكن الأهم أنه اعطاهم الفرصة للهيمنة على من "حرموهم" من حقوق معينة في المواطنية سابقاً .

إن عرفنا كل ما سبق و تعمقنا به لفهمنا حقاً أسلوبهم و ربما بررناه أحياناً … على معتنقي هذا الفكر أن يخرجوا من العقدة الدونية التي بجزء منها و بمرحلة معينة كانت محقة لأن العالم تغير كثيراً و الشعوب أيضاً و لأن ما كان يصلح في ماضٍ غابر لم يعد يصلح اليوم و الأهم عليهم أن يخرجوا من هذا الماضي و تلك العقدة كي يبقوا داخل زمننا و كي لا تسبقهم الأيام فيظلون وحدهم على قارعة الطريق ينتظرون وهماً لن يأتي .

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top