Posted on Sunday, April 10, 2022 أعد التقرير و المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
هي الدير كما يحلو لأهلها أن يسموها مع ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ و تاريخ .
هي حصن الصامدين و الناس الأقوياء و آخر معقل للوجود المسيحي الحر على أطراف البقاع .
إنها دير الأحمر بكل ما اختزنته هذه المنطقة من تاريخ و أصالة و تشبث بالأرض و الكرامة و البقاء .
هي الخزان الذي أمد مجتمعه بالرجال الأشداء عندما دق الخطر على أبوابه و هدد المصير .
هذه المنطقة النائية المحرومة التي لم تسمح لأحد بسلخها عم امتدادها الطبيعي مع مجتمعها الأم رغم المسافة الجغرافية البعيدة لم ينصفها أحد .
في الحرب حاولوا تركيع أهلها بالحصار و التجويع فصمدت و صدتهم و انتصرت ببقائها حرة عزيزة رغم هدير مجنزراتهم و عواصفهم العاتية .
في الزمن الأسود حاولوا تدفيعها ثمن رسوخها الواضح في قلب المقاومة اللبنانية ففرضوا عليها ممثلين لا يشبهون أهلها لكنها و عندما دقت ساعة الحرية لفظتهم و رذلتهم و أعادت لتمثيلها حضوره الحقيقي .
ماذا نقول عن الدير و أهلها الشجعان ؟؟ ماذا نقول عن قوم عاشوا اعماراً في قلب الخطر و ما زالوا و لم يتعبوا ؟؟
ماذا نقول عن أناس بدل أن يمدهم مجتمعهم بمقومات الصمود و البقاء في جغرافيتهم المحاصرة هبوا هم لمساعدته عندما احتاجهم دون مقابل .
للدير و ابطالها دين كبير على كل مسيحي حر في هذه البقعة المظلمة من العالم … لهؤلاء الناس حق على مجتمعهم بالحماية و الأمان … يكفي أنهم صمدوا فصمدت معهم قيمنا و حافظوا على الهوية اللبنانية الأصلية في منطقة صعبة كمنطقتهم .
يا دير الرجال و الأبطال … تصديتم للغريب و المحتل و الإرهابي و معلميه فكنتم رمحاً منتصباً في قلب السهل غرز عميقاً في صدور كل من حاول تغيير هويتنا اللبنانية …
يا أهلنا في الدير انتم لستم أطرافاً بالنسبة الينا… انتم القلب و العمق و التاريخ الحي الشاهد على مقاومتنا في هذا الشرق الأسود … بصمودكم هناك أبقيتم هوية السهل و الأطراف لبنانية أصيلة و هذا فضل لن ننساه .