Posted on Sunday, April 10, 2022 كاتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
كعادتهم و عند كل مفترق مصيري هبَّ مغتربوا لبنان للمساهمة في إنقاذ وطنهم .
هذه المرة اتخذ الإنقاذ شكلاً آخر فهو ليس مؤتمراً في واشنطن أو سعياً لقرار دولي لتحرير لبنان من محتل .
هو مشاركة في واجب وطني لبنان بأمس الحاجة اليوم للمشاركة فيه اليوم و هي الانتخابات النيابية .
و كعادتهم لم يخيِّب مغتربوا لبنان ظنَّ أهلهم فيهم و هبّوا كالنسيم لمحاولة استعادة وطنهم المسلوب من ايدي سارقيه .
في كل الدول و رغم كل العراقيل التي وُضعت أمامهم قطعوا كل المسافات و تخطوا كل الصعاب ليقولوا للجميع أنهم الرقم الصعب و السد المنيع في وجه إزالة لبنان عن خارطة دول العالم الحر .
مهما كانت النتيجة فأصوات الإغتراب معروفة سلفاً لأنها كانت وستبقى دائماً لخدمة لبنان السيد الحر الآمن المستقل و لن تكون اليوم سوى دلك .
نحن لا نرى دائماً و في كل البلدان اغتراباً قوياً متماسكاً متعلقاً بوطنه كالاغتراب اللبناني … هذا الاغتراب البطل الذي منع الجوع عن أهله و الذي حمل وطنه الأم في قلبه و عقله و ضميره الى كل منابر العالم كي لا تنطفئ شعلته و يغرق في ظلام التخلف و الجهل .
في الدول العربية و في الأميركيتين و كند و اوستراليا و أوروبا و كل أصقاع الارض رأينا حماسكم للتصويت ... من وراء الشاشات أحسسنا بما تختزنوه في قلوبكم لوطن الارز المنهك اليوم .
ربما حمّلناكم أكثر مما تستطيعون و ربما لم نعطيكم شيئا" رغم كل مل قدمتموه لنا و ربما بعضنا كان جاحدا" بحقكم ... لكنكم اليوم تنتخبون هوية و جذور و انتماء ... انتم لا تنتخبون طمعا" بمقابل كما لم تعطوا سابقا" و تنتظروا أن يشكركم أحد .
يا لبنانيي الانتشار الابطال انتم أكثر من يدرك ما معنى الهوية و ما معنى أن يحيا شعب بلا هوية أو انتماء ... لذا هببتم اليوم ... لإنقاذ هذه الهوية و هذا الانتماء الذين لا تؤمنهما لكم سوى أرض واحدة ... هي ارض المقاومين و الأبطال ... أرض لبنان المقدسة .
يا مغتربي لبنان الأبطال … شكراً لكم على كل شيء … بارككم الله و حماكم و أعطاكم ما تستحقونه من خير و سلام ... لن يموت وطن لديه منتشرين في العالم مثلكم .
الاغتراب أمس انتفض من أجل لبنان و قال كلمته و مشى … الباقي علينا نحن الساكنين في الجنة التي حولوها الى جحيم … فإلى اللقاء الأحد المقبل علّنا ننقذ ما تبقى من لبناننا المشلع …