Posted on Sunday, April 10, 2022 كاتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
إحدى أهم نتائج هذه الانتخابات أن مسيحيي لبنان قالوا كلمتهم بوضوح و أعلنوا عن التموضع في المكان الطبيعي الذي يشبه تاريخهم و ماضيهم و الأهم انهم نفضوا عن انفسهم عار التحالف مع دول الجهل و التخلف و مع أنظمة الاجرام و القتل .
بنسبة ساحقة ماحقة كأنهم يفجرون غضباً مكبوتاً هزم المسيحيون اتباع ايران فمن أصل ٦٤ نائباً لم يحصل حلفاء حزب الله الا على حوالي ٢٢ نائباً و هذا رقم علينا التمعن به و قراءته جيداً لنفهم ما الرسالة التي اراد المجتمع المسيحي ارسالها من وراءه ؟
لقد أراد مسيحيوا لبنان القول بوضوح و صراحة للجميع أنهم عادوا الى مكانهم الطبيعي الذي يشبههم و أنه حتى لو مرت مرحلة سوداء من التشتت و الضياع على مجتمعهم و اخذت اكثرياتهم الى خيارات معاكسة لطبيعة وجودهم و دورهم في هذه الأرض بإمكانهم العودة سريعاً الى الأصل و نفض غبار تلك الخيارات عنهم فما هي العوامل التي أدت الى هذا الانقلاب الكبير في الموازين داخل مجتمعهم ؟؟
بالحقيقة هناك عوامل عديدة دفعتهم الى التصويت بهذه الطريقة :
أولها و أهمها الخطر الكبير المحدق بالكيان اللبناني و احتمال زوله كنموذج هم انشأوه أصلاً ليكون على صورة أفكارهم لذا هبوا جميعاً لمنع سقوط هذا النموذج اللبناني الذي لا حياة لهم في هذا الشرق من دون بقائه كما هو ... خاصة و أن المسيحيين معروفون بدفاعهم الشرس عن الكيان مهمها اختلفت وجهات النظر ببن بعضهم فموضوع الكيانية يبقى من المسلمات و الثوابت بالنسبة لهم لأنه أمر وجودي و مصيري لحضورهم الحر و الآمن في الشرق .
ثانياً ان المسيحيين و خاصة بعد انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية شعروا أنهم عادوا سنوات الى الوراء و وجدوا انفسهم مرة أخرى وحيدين و عادت اليهم ذكريات مرحلة الوصاية السورية عندما تحالف الجميع مع حافظ الأسد ضدهم و تآمروا عليهم وصولاً لضربهم و الغائهم من المعادلة السياسية و من هنا انتفضوا في الصناديق رفضاً لمنطق تحالف القوى الأخرى ضدهم و عزلهم من جديد .
ثالثاً التحشيد الداخلي الذي حصل في منافسة ديمقراطية طبيعية بين الأحزاب و القوى التي تشكل مجتمعهم لم يكن قليلاً مما أدى الى رفع نسبة المشاركة المسيحية بالانتخابات و التي اتت مقبولة جداً نسبة للنتيجة العامة التي كانت ضعيفة مقارنة بالسابق .
رابعاً و أخيراً ظهور القوى الجديدة التي تسمي نفسها "تغييرية" و كالعادة المسيحيون يُأخذون دائماً بالموضة و الموجات لذا أخذت هذه القوى بعض أصواتهم و لكن كما تبين لم تؤخذ الك الأصوات من درب السياديين الذين لم يتراجعوا لا بل تقدموا كثيراً بل أُخذت من أمام حلفاء حزب الله و توابع دمشق خاصة .
اليوم أصبح بالإمكان فعلياً القول أن مسيحيي لبنان نفضوا عنهم عار الخيانة لتاريخهم و شهدائهم و نضال الآباء و الأجداد و الأهم أنهم عادوا الى قواعدهم الأصلية سالمين .