لماذا يستهدفونها جميعاً ؟؟ حصار القوات الدائم هذه أسبابه … للحقيقة و التاريخ .
Posted on Sunday, April 10, 2022 كاتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
ككل المرات السابقة … يتكتّل الجميع ضدّها … إما لتقزيم انتصارها أو لمحاولة عزلها و للمفارقة يعود هؤلاء أنفسهم للومها لاحقاً و تحميلها مسؤولية فشلهم .
لماذا نرى هذا الاستهداف الدائم و الحصار المستمر و من جميع القوى تقريباً في لبنان على اختلاف توجهاتهم للقوات ؟؟
لنفهم ما يجري علينا أن نقسّم هؤلاء الى مجموعات و نعود قليلاً الى الوراء :
أولاً يبرر البعض نفوره من القوات و ابتعاده عنها بأسباب تاريخية متعلقة بالحرب و رواسبها فماذا علينا أن نفهم من كلامهم ؟؟
بالتأكيد أصحاب هذه النظرية ليسوا أغبياء و هم يعرفون حق المعرفة ما جرى في الحرب و يُدركون بالعمق من شيطَن صورة القوات و لأي أهداف فلماذا يستمرون بهذا النفور المستهجن اليوم بعد أن عادت القوات لموقعها الطبيعي كممثل أول و أساسي لمسيحيي لبنان ؟؟؟ هل يعتقدون أننا سذج لدرجة تصديق رواياتهم بعد كل ما حصل ؟؟
ببساطة هذه الفئة و بالحقيقة ليس لها مصلحة فعلية بأي علاقة طويلة الامد مع القوات لأسباب خاصة بها و ببيئاتها و بلعبة "التحريض" الطوائفي المتعارف عليها تاريخيا" في لبنان و إن اقتربت من القوات أحيانا" فذلك يكون لأسباب مصلحية و بالتالي هو اقتراب لا يعمّر و هو ما تجلى في علاقة القوات و تيار المستقبل و التي عادت اليوم الى نقطة الصفر و ما دون ... هذه القوى تبرر ذلك باللجوء الى الشعارات الرنانة و الطنانة و استحضار مفردات الحرب و التي لم تعد مقنعة لأحد اليوم.
لآخرين اسباب مغايرة لهجومهم الدائم على القوات و هي أسباب شخصية أو مناطقية أو حتى طبقية أحياناً و هؤلاء هم الذين يهاجمونها بشكل دائم و دون أن نفهم السبب الحقيقي و المنطقي وراء هجوماتهم و على الرغم من اتفاقهم الكلي بالمبادئ و الأهداف معها … بالمحصلة هم قلة قليلة في المجتمع و بالتالي لا وزن حقيقي لهم و تأثيرهم محدود جداً .
مجموعة أخرى نراها دائمة الهجوم على القوات اللبنانية أيضا" و هي مجموعة الحاقدين و هذه هي المجموعة الأخطرلأنها تسببت بالكثير من الضياع و التشتت داخل "المجتمع المسيحي" هي تتشكل بالأساس من الذين تعرضوا لمضايقات معينة في الحرب أو تضاربت مصالحهم معها أو ممن كان لديهم مراكز داخل القوات و خسروها بظروف معينة ... هؤلاء تكوّن عندهم نوع من الكره و النفور من القوات بشكل عام و الذي دفعهم بدوره لاستبدالها بقيادات أخرى جرَّتهم الى أماكن و محاور لا تشبه تاريخهم و هم ما زالوا يكابرون و يرفضون الاعتراف بالحقيقة حتى يومنا هذا ... هذه المجموعة مشكلتها الأساسية نفسية لا يمكن لأحد معالجاتها سوى أصحابها فقط .
تبقى مجموعة من القواتيبن السابقين و هي مجموعة محترمة و نظيفة ظلمت في مرحلة معينة لأسباب لا مجال لذكرها في هذا التقرير … هذه المجموعة لا نراها حاقدة دون تفكير أنما معترضة على وضع داخلي في المؤسسة لا توافق عليه أو على قيادة ليست مناسبة بنظرها أو لأمور أخرى و ربما هذه المجموعة هي الأصدق في اعتراضها لأنه اعتراض نابع عن قناعة و ليس عن مكاسب و أمور مصلحية و هي تستحق الاحترام حتى لو لم نوافقها الرأي و بكل الأحوال هذا المجموعة اختارت طريقاً آخر بعيد عن الهيكلية التنظيمية للقوات و بالتالي قطعت علاقتها السياسية مع حزبها السابق بكل احترام و أخلاق .
لنعود الى السؤال الأساس لماذا هذا الاستهداف الدائم من الجميع تقريباً للقوات ؟؟
السبب الأول هو أن القوات اللبنانية و منذ نشأتها شكلت حالة سياسية و اجتماعية نقيضة لما اعتاده اللبنانيون من المراوغة و الهروب الى الأمام و عدم الإعتراف بحقيقة مشاكلهم لمحاولة حلها .
السبب الثاني أن القوات هي تقريباً القوة الوحيدة في لبنان التي صمدت على قناعاتها و بقيت صلبة في ذلك فلم تتبدل بحسب المواقع و الأيام و لإغراءات و الترهيب … هذه الصلابة تكرهها الناس لأنها تتطلّب منهم تحفيزاً مستمراً و استعداداً دائماً لمواجهة المتاعب و الصعاب و اللبنانيون و بأغلبهم يملكون طبيعة مسايرة متقلبة و ربما مراوِغة أحياناً لذلك رأوا في القوات قوة يمكن الاتّكال عليها عند الازمات و لكن لا يمكن الانضواء تحت لوائها بما يتطلبه ذلك من تغيير في طريقة تعاطيهم مع الأمور .
في النهاية و رغم كل الأسباب الواهية و الحملات المبرمجة من كل حدب و صوب … برهن القسم الأكبر من مسيحيي لبنان هذه المرة "و ليس مسيحيي الأطراف فقط " انما مسيحيي الجبل أيضا" عن وعي استثنائي فتخطوا ازماتهم الداخلية و أعطوها ثقتهم … و على أمل أن لا يكون هذا الوعي مرحلي أو ناتج عن خوف معين عندما ينتهي يعودون الى سابق عهدهم … سننظر معهم الى المستقبل بنظرة أخرى علّنا نطوي صفحات الألم السوداء و نحاول بناء ما يمكن بنائه للأجيال الآتية .