خرج رئيس رابطة الأندية المحترفة المصرية لكرة القدم، أحمد دياب، الاثنين، ليكشف تفاصيل عرض سعودي فريد من نوعه بخوض قطبي كرة القدم المصرية، الأهلي والزمالك، مباراتيهما في بطولة الدوري الممتاز هذا العام، على الأراضي السعودية.
وسبق أن استضافت المملكة 4 نسخ من بطولة كأس السوبر الإسبانية (بمشاركة 4 أندية) خلال السنوات الخمس الأخيرة، لكن الفارق أن بطولة السوبر تكون افتتاحية للموسم، وفرصة للترويج لبطولة الدوري المحلية قبل انطلاقها.
وقال دياب في تصريحات تلفزيونية: “ما زلنا نبحث العرض ونتفاوض عليه، وسنصل لقرار نهائي خلال 48 ساعة”، مشيرًا إلى “عائد مادي لطرفي المباراة بمئات ملايين (الجنيهات) ومبلغ آخر بالملايين لباقي أندية الدوري”.
وأقر محللون رياضيون في حديثهم لموقع الحرة، أن الخطوة فريدة من نوعها، بإقامة مباراتي دوري لدولة ما في بلد آخر، لكنهم أشاروا إلى العائد المادي الكبير الذي سيفيد الناديين.
وأعلن الأهلي، في بيان، الثلاثاء، موافقته من حيث المبدأ على لعب المباراتين في المملكة، معتبرا في الوقت نفسه أنه: “ليس منوطاً بتحديد المواعيد والملاعب التي تقام عليها المباريات”.
وأضاف: “هذا أمر يخص رابطة الأندية المحترفة بصفتها القائمة على تنظيم المسابقات وإدارتها بالشكل الذي يتفق مع مصلحة الكرة المصرية، وطالما ما ترونه في هذا الشأن يخدم الصالح العام فإن النادي الأهلي لا يمانع في ذلك”.
سابقة فريدة
ويقول الناقد الرياضي، علي الزين، إنه رغم أنها المرة الأولى التي تلعب فيها مباراة ببطولة الدوري خارج البلاد، إلا أنه جرى إقامة مباريات كؤوس ناجحة بشكل كبير في الإمارات والسعودية.
وتابع الزين في حديثه لموقع “الحرة”: “سوف يستفيد الفريقان بسبب العوائد المادية، أنا أدعم الفكرة التي سوف تساعد في ارتفاع المستوى لأن الجمهور سيحضر بالسعة الكاملة للمدرجات، خصوصا أن مباريات القمة تلعب في مصر بحضور جماهيري محدود أو من دون جماهير”.
ويلعب الأهلي حامل لقب الدوري المصري، مع الزمالك ثالث الموسم الماضي، ذهاباً في 15 أبريل الحالي في مباراة مؤجلة عن المرحلة العاشرة، قبل مواجهة ثانية في 25 يونيو.
من جانبه اعتبر المحلل الرياضي، محمد مصطفى، أن “العرض السعودي مغر وفق تصريحات رئيس رابطة الأندية، وسيدر الملايين ليس على الأهلي والزمالك فقط وإنما على الأندية الأخرى”.
وسبق أن تقابل قطبا الكرة المصرية في السعودية في الثامن من مارس الماضي، ضمن أول نهائي لكأس مصر يقام خارج البلاد، وانتهى بتتويج الأهلي باللقب للمرة الـ39 في تاريخه.
أما الناقد الرياضي، رائد عابد، فأوضح أن السعودية صارت ملتقى لكبار النجوم وكبار وسائل الإعلام العالمية في المجال الرياضي، وبالتالي “نجاح اللاعبين والتألق سينعكس إيجابا على الكرة المصرية واللاعب المصري بشكل عام”.
أزمة الأهلي المحتملة
وواصل مصطفى حديثه بالقول إن ما سيمثل مشكلة أمام الرابطة أن الأهلي “سيخوض مباراة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا خارج أرضه حال تأهله يوم 19 أبريل أي بعد 4 أيام فقط من المباراة التي سيسافر فيها إلى السعودية، وبالتالي سيكون هناك ضغط كبير ربما يكون عامل سلبي في نتيجة الأهلي بالبطولة الأفريقية”.
وأشار الأهلي في بيانه بشأن المقترح السعودي إلى هذا الأمر، إذ أكد على “ضرورة توفير وقت كاف لاستعدادات فريقنا قبل خوض أي مباراة أفريقية قادمة”.
وأضاف بيان العملاق الأحمر: “أما بالنسبة للأمور التنظيمية، فإن النادي يقوم بدراستها لمخاطبتكم بها لاحقا”.
تكافؤ الفرص؟
وفيما يتعلق بإمكانية تأثر الأندية الجماهيرية الأخرى في الدوري المصري التي لن تحظى بحضور جماهيري كبير خلال مبارياتها، بعكس هذه المباراة، قال الزين إن “المباراة من ثلاث نقاط، والأندية سواء المصري والاتحاد والإسماعيلي لها جمهورها يحضر مبارياتها”.
وتابع الزين: “لا ننسى أن الأندية الجماهيرية في مصر تراجعت وبات أغلب الأندية في الدوري تابعة لمؤسسات أو شركات وليست جماهيرية”.
فيما قال مصطفى إنه من المفترض أن يكون هناك “تكافؤ للفرص بين الأندية، وأن يكون هناك ملعب لكل فريق يخوض عليه مبارياته، وبالتالي هي الواقعة الأولى والفريدة التي نشهد فيها مباراة في الدوري بين أكبر فريقين تقام في دولة أخرى”.
حرمان الجمهور من الديربي
وكانت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، أعلنت خلال فبراير الماضي، السماح بدخول 20 ألف مشجع في مباريات المسابقات المحلية، بدلا من 10 آلاف فقط.
ومنذ كارثة بورسعيد عام 2012 ومقتل أكثر من 70 مشجعًا من الأهلي، وبعدها مقتل 22 من جمهور الزمالك خارج ملعب الدفاع الجوي عام 2015، باتت الملاعب المصرية شبه خاوية.
ويرى مصطفى أن في ظل “العرض المغري وعزوف الجماهير عن الملاعب في مصر نتيجة المنع لسنوات طويلة، والتضييق عليها في بعض الأوقات، قد تكون فرصة لإعادة الكلاسيكو الأهم عربيا إلى الساحة من جديد”.
لكنه عبّر عن مخاوفه من أن “يتم حرمان الجماهير في مصر من عودة الكلاسيكو إلى سابق عهده في القاهرة، وتكون بداية للاعتياد على إقامة القمة في الخارج، وبالتالي تفقد أهميتها في مصر”، وأكد أن: “الأمر الثابت أن مباراة الدوري المحلي تقام في بلد البطولة”.
تركي آل الشيخ
تابع رئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ، مباراة نهائي كأس مصر في الرياض الشهر الماضي، وتفاعل مع لقطات المباراة وهجمات النادي الأهلي الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن تشجيعه له.
انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدفين نظيفين، وأعادت للأذهان الخلاف القديم الذي انتهى بخروج آل الشيخ من الرياضة المصرية بعد أزمات مع الأهلي وتخليه عن الرئاسة الشرفية، ثم استثماره في نادي “بيراميدز”، قبل التخلي عنه لاحقا لمالك إماراتي.
رأى الزين أن الأزمة القديمة بين الأهلي وآل الشيخ “منتهية بالفعل، وهو بحكم منصبه حاليا يعمل على استضافة المملكة لفعاليات كبرى ومباريات الأهلي والزمالك من بينها لأنها جماهيرية جدا وتجذب المعلنين والمتابعين”.
كما اتفق مصطفى على الأمر نفسه، وأشار إلى اعتقاده بأن “تركي آل الشيخ لن يعود للرياضة المصرية حاليا في ظل انشغاله بمهمة أخرى في هيئة الترفيه السعودية”، موضحًا أن عرض المملكة الذي تحدث عنه دياب “حدث كبير ومهم ضمن فعاليات هيئة الترفيه التي يتولى آل الشيخ رئاستها”.
من جانبه، اعتبر عابد أن السؤال الأهم في مسألة عرض السعودية الذي ينقل لأول مرة ديربي الدوري المصري بين القطبين الكبيرين، إلى خارج البلاد، هو ما إذا كان هناك اتفاق بين الاتحادين المصري والسعودي لتبادل زيارات الأندية ولعب مباريات في البلدين.
وقال: “هل مثلا هناك تعاون يسمح بلعب مباراة الدوري بين الهلال والنصر في مصر؟”.