صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

بيروت بلسان الثنائي الشيعي «لا» مضمَرة لخريطة الطريق الفرنسية

«على موجةٍ واحدة». هكذا بدا التصعيد على جبهة جنوب لبنان «صدى» للمناخِ المحموم الذي يواكب مفاوضاتِ هدنة غزة التي ترنّحت من دون أن تسقط «بالضربة القاضية» حتى الآن بعدما اختارتْ إسرائيل أن تخوض أمتارَها الأخيرة «بالنار» واضعةً رِجْلاً في حربٍ بدأتْها من شرق رفح ورِجْلاً أخرى في حقل الديبلوماسية التي باتت معلّقة على «حَبْلٍ رفيع» فإما تفاهُم بشروط تل أبيب وأبرزها رفْض تقديم أي تعهُّد بإنهاء القتال وإما اجتياح مدينة الـ 5 آلاف سنة تاريخ، فهل يلعب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على طريقة «وبعدي الطوفان»؟

«عملية محدودة»

وفيما ظهّرتْ تل أبيب «العملية المحدودة» التي بدأتها في شرق رفح على أنها بمثابة تضييقٍ للخناقِ الديبلوماسي على «حماس» لحضّها على السير بصفقةِ التبادل بـ «النسخة الإسرائيلية»، وهو ما عبّرت عنه تسريباتٌ في وسائل إعلام عبرية عن أن «إسرائيل ربما توقف عملية اجتياح رفح حال موافقة الحركة على الصفقة»، بالتوازي مع ما كشفتْه «سي إن إن» عن «أن مفاوضات التهدئة تستمرّ هذا الأسبوع ويأمل الإسرائيليون أن تؤدي أوامر إخلاء شرق رفح للضغط على حماس لتغيير موقفها»، لم يكن ممكناً الجزمُ بما إذا كانت هذه المفاوضات باتت بحُكْم المنهارة مع «وقف الإعلان الرسمي» وسط محاذرةِ طرفيْها الرئيسييْن تصدُّر واجهةِ إفشالها وما سيترتّب على ذلك، أم أنّ ما تشهده الساعات الأخيرة هو في إطار «لعْب كل الأوراق» لتحسين الشروط وتحصين المواقع قبل الاستيلاد القيصري للهدنة المُمَرْحَلة.

«استنفار» دولي

وعلى وقع «الاستنفار» الدولي تحذيراً لإسرائيل من الاجتياح الواسع لرفح، وتَقاذُف «حماس» وتل أبيب المسؤولية عن تعثّر المفاوضات، الأولى بأن أوامر إخلاء شرق المدينة أبعدتْ إمكان إنجاح المساعي الديبلوماسية والثانية بأن الهجوم الصاروخي على معبر كرم أبو سالم هو الذي عقّد المفاوضات، لاقتْ جبهة الجنوب هذه الأجواء الساخنة حيث وجّهت اسرائيل ما اعتُبر رسالةً بأنها قادرة على إبقاء التركيز العالي بل والانتقال إلى تصعيدٍ تَصاعُدي مع «حزب الله» بالتوازي مع أي «مسارٍ حربي» في رفح، في مقابلِ إصرار الحزب على معادلة «التوسعة بالتوسعة» متكئاً على اقتناعٍ بأن الحرب الواسعة ليست مرجَّحة ولكن استعداداته لها مكتملة، ومُحْدِثاً في الوقت نفسه «ربطَ نزاعٍ» دقيق مع أي فصْلٍ قد تقوم به تل أبيب بين التهدئة في غزة وجنوب لبنان في حال «أُنقذتْ» المفاوضاتُ مع «حماس».

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

غارات إسرائيلية

وفي هذا الإطار شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي أمس 8 غارات استهدفتْ مناطق عدة في مرتفعات وأودية منطقتي اقليم التفاح وجبل الريحان، وتركّزت على محيط نبع الطاسة ومزرعة عقماتا وبلدتي اللويزة ومليخ (في قضاء جزين).

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «طائرات حربية شنّت غارات استهدفت نحو 15 مبنى عسكرياً وبنى تحتية تم وضْعها داخل معسكر تابع لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة اللويزة – جنوب لبنان».

وكشف أنه «متابعةً للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الشمال خشية تسلُّل مسيَّرة معادية، تم رصد مسيَّرة مفخخة تسللت من لبنان نحو منطقة المطلة»، وذلك قبل أن يَصدر بيان عن «حزب الله» أعلن فيه أنّهُ شنّ هجوماً «بمُسيَّرات انقضاضية استهدف تموضعاً لجنود العدو جنوب ‏المطلة»، لافتاً إلى «أن الهجوم أصاب نقاط استقرار الجنود الإسرائيليين، كما تمّ تدمير آلياتهم وإعطابها وأوقعتهم بين قتيل وجريح»، وسط تقارير تحدثت عن إصابة جنديين إسرائيليين بجروح خطيرة جراء هذا الهجوم.

وفي موازاة استهدافات إسرائيلية أخرى لبلدات جنوبية عدة بينها صربين، كانت بارزة الغارة التي طاولت فجر أمس، معملاً في بلدة السفري في البقاع (شرق لبنان) على طريق رياق – بعلبك، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى مدنيين، وتدمير المبنى المستهدَف.

ورداً على هذا الاعتداء والتزاماً بمعادلة «البقاع vs الجولان» أعلن «حزب الله» أنه قصف «مقر قيادة فرقة الجولان (210) في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا».

قاآني

وجاءت هذه التطورات اللاهبة، وسط تقارير تحدثت عن زيارة قام بها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني لبيروت سراً قبل أسابيع حيث التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «وبحث معه في الخطوات المستقبلية التي تقتضيها أحداث غزة ولبنان العسكرية»، بحسب قناة «الحدث».

وفي حين تُرتقب إطلالة لنصر الله يوم الاثنين المقبل يتطرّق فيها إلى حرب غزة وجنوب لبنان، تقاطعتْ معلومات عند أن الردّ على الورقة الفرنسية لإنهاء التصعيد جنوباً كان قاب قوسين من أن تتسلّمه السفارة في بيروت أمس، وسط معطياتٍ عن نحو 12 ملاحظة وضعها الثنائي الشيعي (الرئيس نبيه بري وحزب الله) وهي بمثابة «لَعَم» (لا ونعم معاً) للطرح الفرنسي الذي يَعتبر هذا الثنائي أنه ينطوي على أكثر من «لغم» زرعتْه اسرائيل مثل تغليف تطبيق القرار 1701 بترتيباتٍ أمنية تُضْمِر تعديلاتٍ ضمنية له وبينها في ما خص ولاية «اليونيفيل» وحدود دورها جنوب الليطاني، ناهيك عن لجنة المراقبة الخُماسية المقترَحة لمواكبة تنفيذ المراحل الثلاث من «خريطة الطريق» الفرنسية في ظلّ اقتناعٍ بأن لا حاجة للخروج عن صيغة اللجنة الثلاثية الحالية (تضم ممثلين عسكريين للبنان واسرائيل واليونيفيل) وتوسيعها (لتضم فرنسا والولايات المتحدة).

هوكشتاين

وبحسب أوساط سياسية، فإن الـ «لا» المضمرَة للورقة الفرنسية ولبنودٍ مثل تفكيك منشآت «حزب الله» قرب الحدود وسحْب قوة «الرضوان» لمسافة 10 كيلومترات مع القدرات العسكرية، تعكس حرصاً من الرئيس بري على إدارة هذا الملف بما يُبْقي «الحل والربط» في يد الثنائي الشيعي باعترافٍ من الديبلوماسية الغربية، ومع ترْك الوساطة الفرنسية «تذهب وتأتي» في سياق «حركة بلا بركة» ودائماً تحت شعار لا فصل بين جبهة الجنوب وغزة وأن أي كلام عن «اليوم التالي» لبنانياً يكون مع «الأصيل» أي الولايات المتحدة ومبعوثها آموس هوكشتاين الذي يُعتقد أيضاً أنه لا يمانع أن تلعب فرنسا «في الوقت الضائع».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading