بعد كل تلك السنوات سنجدد الوعد و القسم بأننا هنا في أرض الآباء و الأجداد باقون مهما عصفت العواصف و اشتدت الصعاب و ازدادت المحن .
بعد ٤٢ عاماً على استشهادك ربما كل شيء تغير و ربما تدحرج مجتمعنا نحو القاع و انتقلنا بسرعة قياسية من سيء الى أسوأ ، لكننا ما زلنا موجودين و ما زال ناسك و أهلك ينبضون بالحياة و بكافحون كما عرفتهم من أجل الحفاظ على أرضهم و كرامتهم و حريتهم و هكذا سيبقون حتى الوصول الى شاطئ الأمان مهما حصل و مهما وضعت من عراقيل في طريقهم .
بعد اربعة عقود و نيّف على استشهادك لم تهزم كل الضربات القاسية مجتمعك ، مجتمع الأبطال و القديسين ، لكنها أضعفته و ضعتعته و شرذمته ، و ها هو اليوم يحاول تلمّس الطريق نحو النهوض من جديد و استعادة الدور و الحضور الفاعل في الوطن الذي بناه الأجداد رغم المكائد المؤامرات و خيانات بعض أهل البيت من صغار النفوس الذين خبرتهم جيداً في حياتك .
لا الصورة ليست سوداوية كما تبدو و نحن ما زلنا موجودون و فاعلون و أوراقنا ما زالت قوية و كثيرة لذا لن نهزم و ستحقق الأجيال الآتية ما عجزنا عنه نحن لأن تعلقها بهذا الوطن يزداد يوماً بهد بوم رغم الهجرة القسرية و الظروف القاهرة …
يا بشير ، يا بطل أحلامنا التي حولتها انت وحدك الى حقيقة معاشة في حياتك ، لم نستطع أن ننساك و نقلنا قصتك الى كل الأجيال الآتية و علمناهم أن ينقلوها لمن يأتي بعدهم ، لأنها قصة مقاومة و صمود لمجتمع عاند كل المجرمين و الإرهابيين و القتلة في هذا الشرق الأسود و منعهم من السيطرة عليه و تحويله الى ذمي ذليل يعيش مستجدياً رضى سلاطين امبراطويات الجهل و التخلف و الإجرام و هكذا سيبقى رغم كل ما مرّ عليه حتى ينتصر بنهاية المطاف للحق و الحرية و السلام في هذا الجبل المقدس “جبل لبنان الحر” .