المنطق العلمي والقانوني والدستوري يقول “لبنان وطن نهائي لأبنائه ولن يتخلوا عنه” إنّ لبنان في هذه الظروف الحاضرة بحاجة ماسة لمهندس سياسة ، مناور ، مغامر ، بطل ، يعرف كيف يُفاوض ويستثمر حضوره لبنانيا وعربيا ودوليا . لبنان بحاجة لرجل سياسة ماهر في صياغة المنظومة السياسية ، ماضيه يُثبتْ مصداقيته لا يكذب ولا يبيع مبادئه ولا يتلوّن ولا يلين بمواقفه . لبنان بحاجة لرجل سياسي معه الحلول المنطقية ، يُفاوض بدبلوماسية وبقرأة بعيدة عن الإلتزامات الظرفية ،لبنان بحاجة لرجل سياسي تسمعه كل القوى العربية والدولية يتحدث بلغة دبلوماسية مهمة مع عواصم القرار .
“الوطن لنا لن نتخلى عنه مهما غلت التضحيات وسمتْ الشهادة”، إزاء هذه المقولة لبنان بحاجة لرجل قرار وليس رجل تهويل أو رجل يخاف من صحافة صفراء بل رجل سياسي يتعايش مع صحافة حرة حيث لا تهبيط حيطان ولا إستغلال ، لبنان بحاجة لرجل له صداقات مع الصحافة المقدامة وهي أفضل من أن تكون في صف أعدائه ، لبنان بحاجة إلى رجل خبير في التجربة السياسية ، لبنان بحاجة لرجل صانع مواقف وتجارب ناجحة ، لبنان بحاجة لرجل يُصادق بعنفوان ولا يُعادي أحدا إلاّ في حالة الخيانة العظمى .
نعم وبصراحة أقولها التغيير الفردي في هذه المرحلة صعب للغاية ، لكن إنْ وجدنا هذا الرجل المِقدام هانتْ علينا ومعه عملية التغيير الجماعي وأسهل علينا نحن جميعا أن نسعى للتغيير ، تغيير الذهنية ، نمنع الكذب والمراوغة والزنا السياسي . للأسف لقد تغير واقع لبنان وبات هذا الوطن مزرعة مفتوحة على كل إحتمالات الإنهيار … لقد بتنا محتاجين لجماعة تؤاذر هذا الرجل صانع القرار نسعى بمعيته إلى التغيير ، فالتغيير إن حصلَ في الواقع هذا يعني أنه أصبح لنا ذهنية سياسية جديدة وأداوت عمل ذات فكر إستراتيجي ثابتة وسيصير مسارنا واضح ولكن ستكون أدواته واضحة المعالم لا كما هي عليه الأمور اليوم .
نحن بحاجة إلى رجل يرفض الوصايات على لبنان ويصر على مبدأ الحوار والتفاوض شرط أن يتم مع الفعاليات اللبنانية بغير سواها وأن تكون هذه الفعاليات متحررة من عقد الإنهزام والتبعية كما هي عليه اليوم . “الوطن لنا لن نتخلّى عنه” ، نعم لبنان ليس حسابا جاريا تتداخل فيه وتتعاطى معه المصالح الدولية والإقليمية وفقا لمصالحها . لبنان ليس سهل الإبتلاع … من هنا نحن بحاجة لرجل قرار يعمل على عدم ربط لبنان بسياسة المحاور ورجل يحذر من حل مشاكل الغير على حساب الواقع اللبناني ومصير المؤسسات الرسمية ومصير الشعب اللبناني .
“الوطن لنا لن نتخلّى عنه ” ، لبنان يا سادة كما كانتْ تقول أمي رحمها الله ” لبنان يا إبني مش داشر ، حتى كل ما يجي واحد يعطي من أرضو شقفي لحسابو ، يا إبني ما في حل بيتّم ع حساب لبنان … إياك ثم إياك إذا تعاطيت بالسياسي تلعب بمصير بلدك لبنان أرضك عرضك أهلك كرامتك …”
لبنان الوطن الذي لن نتخلّى عنه ، يجب أن يتخلص من مرحلة نظام البغاء يعني أن نركِّبْ نظاما لبنانيا على قياس الزعامات الحرة المستقيمة الرأي ، المطلوب الآن أن ننطلق إلى تركيب لبنان المؤسسات بمعنى أن نركب مؤسسات هي تعزز فعليا زعامات على شاكلتها لا أن نركب مؤسسات على شاكلة الزعامات الموجودة حاليا .