في إطار مساعي بلاده لتجاوز العقبات التي لازالت تعترض إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، واصل الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد لقاءاته مع عدد من القيادات اللبنانية بعيداً من وسائل الإعلام، من أجل تهيئة الأجواء لعودة المستشار القطري محمد بن عبد الرحمن الخليفي إلى بيروت مطلع الشهر المقبل، توازياً مع الزيارة الأخيرة للمبعوث الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان في الأيام القليلة المقبلة بعد تسلم الدوحة الملف الرئاسي.
وفيما ذكر ان الموفد القطري يحمل اسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، إضافة إلى اسمي النائب نعمة أفرام والوزير السابق زياد بارود كمرشحين للانتخابات الرئاسية، إلا أن المعلومات التي توافرت لـ”السياسة”، كشفت أن “الثنائي الشيعي” أبلغ الموفد القطري استمرار دعمه ترشيح سليمان فرنجية، ما يعني تمسك المعارضة في المقابل بتأييد الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة الأولى، في حين بدا أن الدوحة تعمل على إنضاج تسوية متكاملة، تشمل الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة.
وأشارت المعلومات إلى أن “الثنائي” يتحفظ حتى الآن على جهود المجموعة الخماسية على دعم انتخاب رئيس وسطي وتوافقي، باعتبار أنه لا يريد التخلي عن فرنجية، بالرغم من أن الحراك الخارجي، قد تجاوز معادلة ( أزعور ـ فرنجية)، باتجاه اختيار اسم من الأسماء الأربعة الآنفة الذكر.
ولا زالت كل الجهود المبذولة تصطدم بإصرار هذا الثنائي على موقفه، ورفضه السير بمرشح آخر، غير رئيس “المردة”، في وقت أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج، أنه عدم القبول بفرض أعراف جديدة، ولا بفرض مرشح من خارج مفاهيمهم السياسية، يهدف إلى تكرس لبنان ساحة للصراعات التي يخوضها حزب الله، أضاف، إن اللجنة الخماسية تشكلت لأجل لبنان، وتقوم بواجبها ولكن المقصر هو الحزب، لافتا إلى أن اللجنة حددت مهمتها، واذا لم تنجح فالأمور ذاهبةالى فرض عقوبات على المعرقلين.
في المقابل، وفي حين لخّص عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئاسية، بانها جلسة حوار بفترة لا تزيد عن 7 أيام يليها مباشرة عقد جلسات انتخاب متواصلة صباحا ومساء وبنصاب مكتمل، مشدداً على أن الكتلة ليس لديها فيتو على أحد إنما مرشحها فهو فرنجية، أشار رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” إبراهيم أمين السيد إلى أن هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى إنتخاب رئيس يرضى به الجميع، مشير إلى أن الحزب يتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد على أن موقفه حتى الآن هو دعم ترشيح فرنجية.
وفي سياق آخر،أكد السيد أن لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جدية في إنهاء الحرب باليمن، وهذا ما علمناه من جهات متعددة، وهناك ملفات إنسانية لها علاقة بالأسرى والرواتب وفك الحصار والمطار والمرافئ، بالإضافة إلى ملفات سياسية لم يكشف عنها، فمحادثات وفد صنعاء الأخيرة في الرياض، تختلف عن سابقاتها.
وعلّق عضو “اللقاء الديمقراطي” النائببلال عبدالله على كلام معاون الامين العام ل” حزب الله ” حسين الخليل أمام الموفد القطري، ان مرشح الحزب أولا وثانيا وثالثا هو سليمان فرنجيه”، وقال،”الحزب الاشتراكي كان اول من دعا الى الحوار وتكلمنا بداية مع حزب الله ودعوناه الى الخروج من دائرة مرشح التحدي وما زلنا على موقفنا” .
إلى ذلك، ووسط ارتفاع حدة القلق اللبناني من تداعيات النزوح السوري، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، إن بلاده لا تعتبر أن الظروف اليوم مواتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم لكنها لا تقبل بوضعهم في لبنان.إلا أن جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” رفض هذه التصريحات، واشار إلى أنه لا يمكن الشعب اللبناني انتظار
الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين الى بلادهم، فالبنى التحتية معدومة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي والديموغرافي يرقى الى أزمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية.