– تقدمت الإعلامية اللبنانية مايا الهاشم، بدعوى قضائية ضد ناشطين ومواقع إلكترونية روّجت خبر توقيفها بتهمة التعامل مع الموساد الأسبوع الماضي.
وذكرت “الوكالة الوطنية للاعلام” الرسمية بأن الدعوى تأتي على خلفية نشر المدعى عليهم أخبارا كاذبة وتعميمها وترويجها بشكل مدروس وممنهج، تزعم أن الأجهزة الأمنية أوقفت المدعية بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي.
وأحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجّار هذه الشكوى على قسم المباحث الجنائية المركزية برئاسة العميد نقولا سعد، لإجراء التحقيقات الأولية وتبيان كامل هويات المّدعَى عليهم تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة.
وتواجه الإعلامية مايا الهاشم حملة إلكترونية شرسة منذ 2024، تتضمن نشر أخبار كاذبة تزعم إلقاء القبض عليها بتهمة التعامل مع إسرائيل.
وقالت هاشم:
لا يختلف العدو الإسرائيلي ومطلقو الشائعات الكاذبة عن بعضهم البعض، هم في الإجرام سواسية، الأول مجرم يرتكب جرائم حرب أما مطلقو الشائعات المغرضة “بجرم التعامل” يحرّضون على القتل وهدر الدماء الله يلعنكم
وقالت الهاشم في تدوينة عبر حسابها على منصة “إكس” نفت فيها ما يتم الترويج له قائلة: ”يا جماعة أنا بخير وأنا في المنزل منذ ساعات.. إن غدا لناظره قريب لمعرفة من وراء الحملة التي تستهدفني وتتناقل أخبارا كاذبة عني مفادها إلقاء القبض عليَّ بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، موعدنا غدا في القضاء لملاحقة الكاذبين الحاقدين. وللحديث تتمة غدا”.
ويعد استهداف الإعلاميين بحملات تشهير أمرا شائعا في لبنان وهو أمر خطير يهدد حرية الصحافة ويقوض الثقة العامة في وسائل الإعلام.
وكثيرا ما تحضر “شمّاعة” العمالة لمواجهة أي شخص في لبنان، يتعارض موقفه مع موقف حزب الله.
وفي توضيحها لما حصل، أكدت الهاشم لمواقع محلية أنها ” ستلجأ إلى القضاء لأن ما حصل لا يمكن التغاضي عنه، فالتهمة بالعمالة ليست بالأمر السهل، علما أن كل المواقع التي نشرت الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم قامت بسحبه”، مشيرة إلى أن “الحملة التي تتعرض لها منذ العاشر من أكتوبر، عندما تم احتجازها من قبل حزب الله عندما كانت تقوم بعملها الإعلامي بتغطية الأحداث في الجنوب”.
وقالت ”أعود وأكرر العملاء ليسوا منا وليسوا من بيئتنا وليسوا من البيئة الواسعة أو الضيقة في محيطنا، العملاء معروف من هم ومن أين يأتون”.
أضافت” ما أتعرض له هو افتراء وبمثابة تضليل وتشهير، وسأحتكم إلى القضاء الذي ستكون له الكلمة الفصل”.
وتابعت الهاشم ”إلى كل من يريد أن يعلمنا الوطنية، نعيد ونكرر أنا ابنة قائد شهيد في حركة فتح استشهد دفاعا عن هذه القضية، ولاأزال متمسكة بهذه القضية ولا يمكن لأحد أن يعلمني الوطنية، فأنا ابنة قرية ترشيحا الفلسطينية التي هي آخر بلدة سقطت بوجه العدو الاسرائيلي، وحين كانت المقاومة الفلسطينية لم يكن هناك أي وجود لحزب سياسي يقاتل إسرائيل”.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الحدود الجنوبية للبنان، التي تشهد توترا بين “حزب الله” وإسرائيل، برزت أخبار اعتداءات ومضايقات طالت صحفيين في جنوب لبنان، خلال أدائهم لمهامهم الإعلامية في نقل صورة الأحداث الجارية.
وأثارت تلك الاعتداءات مخاوف الأوساط الإعلامية والصحفية في لبنان، لاسيما أنها جاءت على خلفية حالة من “عدم الرضى” عن الأداء الإعلامي أو الموقف السياسي للمؤسسات الإعلامية، بشأن “الموقف من حزب الله”، الذي اتُهم بالوقوف خلف هذه الاعتداءات.
وتتجه أصابع الاتهام في هذا الصدد إلى حزب الله، إما “بارتكابه هذه الاعتداءات مباشرة كما حصل مع الصحفية، مايا الهاشم، أو عبر أنصار له كما حصل مع مراسل قناة العربية، محمود شكر”.
وقال الجنرال اللبناني أشرف ريفي:
الحملة المشينة على الإعلامية مايا الهاشم واتهامها الكاذب بالعمالة، يعبّر عن حالة إفلاس لدى فريق الممانعة الذي يحاول ترهيب الأصوات الحرة.
كل التضامن مع مايا ومع حرية الإعلام، ولن تكون الحرية في لبنان أسيرة النماذج الخشبية.
ورغم ارتفاع الأصوات المنددة بهذه الممارسات، فإن ذلك لم يمنع تكرارها، وهذه المرة بصورة مباشرة من قبل عناصر “حزب الله”، بحسب ما روت الإعلامية، مايا الهاشم، التي تم احتجازها والتحقيق معها في أكتوبر الماضي على خلفية تاريخ عملها الصحفي والجهات التي عملت لصالحها.
وكانت الهاشم تشارك في تغطية الأحداث المستجدة جنوبي لبنان، في بلدة القليلة الحدودية، قبل أن يقترب منها عناصر من حزب الله، بحسب ما تؤكد، و”يمنعونها من التصوير”.
إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، إذ تقول الهاشم “بعد ذلك طلبوا أوراقنا واصطحبونا (مع المصور) من مكانٍ إلى آخر معصوبي الأعين، كما انتزعوا هواتفنا منا واحتجزونا قرابة 9 ساعات، قبل أن يسلمونا إلى مخابرات الجيش اللبناني في مدينة صور”.
وكشفت الهاشم ما جرى معها عبر حسابها على منصة “إكس” بالقول: “قلت لأحدهم إن التصريح الذي طلبته من مخابرات الجيش لتغطية الأحداث حتما سيكون قد وصل، أعطني الهاتف كي أريك إياه، قال لي حتى لو أرسلوه لكِ فهذا لا يكفي، وعليكِ أن تأخذي إذنا من مكاتبنا الإعلامية”.
وكان السبب الرئيسي للمضايقات التي تعرضت لها الهاشم هوية المؤسسات الإعلامية التي عملت لصالحها، حيث نقلت عن عنصر قوله لها “أنت تعملين منذ بداية دخولك مجال الإعلام بمؤسسات إعلامية ضدَّنا، يعني إذا طلبت منكِ إسرائيل أن تعملي معها فلن تمانعي”.
وخضعت الهاشم للتحقيق، بحسب تأكيدها، حيث طرحت عليها “أسئلة غريبة وأسماء أشخاص لم تسمعها في حياتها”.
ووثق مركز “عيون سمير قصير – سكايز” المعني بالدفاع عن الحقوق والحريات الإعلامية في لبنان، الاعتداءات التي حصلت جنوبي البلاد.
وبحسب المسؤول الإعلامي في “سكايز”، جاد شحرور، فإن تلك الاعتداءات “حصلت بسبب موقف المؤسسات الإعلامية التي يعمل لصالحها الصحفيون، والمعارض لحزب الله”.
أضاف “فيما حزب الله يفرض نفسه قوة أمنية في الأماكن التي حصلت فيها الاعتداءات جنوبي لبنان، لأسباب يدعي أنها أمنية، فإنه يضع شروطا على آليات التغطية الإعلامية للأحداث وشكلها”.
وتابع شحرور أن “حزب الله ينزعج من الإعلام الذي يغرد خارج مزاجه”، مما يمكن أن يدفعه لمحاولة “التحكم بالسرد الإعلامي والسياسي للوقائع التي يتلقاها اللبنانيون بشكل رئيسي من ثم القنوات العالمية والعربية”.
يذكر أن الاعلاميين اللبنانيين في لبنان أو خارجه يتعرضون لمضاياقات من حزب الله على خلفية عملهم. وسبق أن أثارت استضافة الإعلامية اللبنانية في قناة “العربية” ليال الاختيار لأفيخاي أدرعي جدلا واسعا في لبنان، إذ وجّه إليها إعلاميون وناشطون انتقادات واسعة على هذا التواصل في ظل ما تتعرّض له غزة والشعب الفلسطيني من اعتداءات همجية وقتل وتدمير.
وفور انتشار فيديو للمقابلة التي رحّبت ليال في مستهلها بالناطق باسم الجيش الإسرائيلي ونادته “أستاذ أفيخاي”، تلقت الإعلامية اللبنانية انتقادات كثيرة من قبل ناشطين موالين لحزب الله، ووصل الأمر ببعضهم حد اتهامها بـ”المتصهينة” وتسميتها “ليال أدرعي”.
وردت الإعلامية ليال الاختيار على الحملة الموجهة ضدها وقالت “كنت أقوم بعملي كإعلامية، الذي يقتضي نقل الحقيقة والصورة ونقل الخبر كما هو”، وأضافت “التوجه في القناة التي أعمل فيها هو عدم الانحياز، ونقل معاناة الناس وأوجاعهم”.
وتابعت “كنت أنقل بطريقة موضوعية فقرروا إطلاق حملة ضدي”، لافتة إلى أنّ “الملف بحقها هو سياسي وليس بالقانون، وأنها اعتبرت الأخبار ضدها نوعا من التهويل في المرحلة الأولى”، مشيرة إلى أنها لا تتمكن من زيارة لبنان.
ووجهت ليال نصيحة للصحافيين والإعلاميين قائلة “من المهم تصفير المشاعر ونقل السرديات”، وتحدثت عن موضوعية السياق في تغطية الأزمات.
وأعلنت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين من السجون الإسرائيلية أن “المحامي غسان المولى تقدم بوكالته عن بعض الإعلاميين والأسرى المحررين، بإخبار لدى المحكمة العسكرية ضد ليال الاختيار المدعية لصفة الإعلامية، وذلك لإجرائها مقابلة صحفية مع أفيخاي أدرعي”.
ما “عميد المقاومة” بحسب تعبير المحور بيعمل مقابلة (Russia Totay) مع الإسرائيلي والصهيوني إيدي كوهين بتقطع.. ولما ليال الاختيار بتعمل مقابلة أو مايا الهاشم بتقوم بتغطية بتقوم الدنيا وبتقعد وبتشتي تهم العمالة والتخوين!!
فعلا، لعجيب أمر هلمحور ! لبنان