ووكالات: واجه موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عبر عنه الثلاثاء في واشنطن، ودعا فيه إلى رحيل سكان قطاع غزة، وتكريس سيطرة أمريكية على القطاع المنكوب، بمواقف فلسطينية وعربية ودولية واسعة رافضة، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وأول من واجه الموقف الأمريكي، سكان القطاع الذين تعرضوا لحرب إبادة إسرائيلية استمرت نحو 16 شهراً ولا تزال مستمرة بأشكال أخرى رغم وقف إطلاق النار، وأبرزها الحصار وقلة دخول المساعدات.
وقال الطالب الجامعي عبد الرحمن صالح، لـ “القدس العربي”، موجها حديثه لترامب “إذا أراد أن يقدم راحة لإسرائيل، عليه أن يقوم بنقل الإسرائيليين للإقامة في بلاده”.
واضطر البيت الأبيض أمس إلى توضيح مواقف ترامب، لا سيما بعد أن انتقدها عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي البارزين من الحزبين الديمقراطي والجمهورين، رغم إشادة رئيس مجلس النواب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في مؤتمر صحافي إن “الرئيس ترامب لم يلتزم بنشر قوات أمريكية في غزة”.
وأضافت أنه جدد التزامه بالعمل على إزالة حكم “حماس” في القطاع وتأمين السلام الدائم للمنطقة كلها، وأن اقتراحه “التاريخي بالسيطرة على غزة” يؤكد التزامه هذا.
لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إن “شعب غزة سيضطر إلى العيش في مكان ما أثناء إعادة بناء القطاع.
وأضاف في مؤتمر صحافي في غواتيمالا سيتي أن العرض كان فريدا من نوعه ويشير إلى التدخل وإزالة الحطام في غزة، وأنه لم يكن خطوة عدائية، وأنه يتعين العمل لإنجاز التفاصيل.
علما أن حديث مسؤولين أمريكيين عن عملية إعادة إعمار تستغرق بين 10 على 15 سنة، هو مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار ولا سيما المرحلة الثالثة التي وضعت سقفا لهذه العملية هو خمس سنوات.
وأجمع الفلسطينيون بمختلف قواهم الرسمية والشعبية، على رفض تصريحات ترامب، وأطلقت القيادة الفلسطينية مساعيَ دبلوماسية بهدف احتواء كل مقترحات التهجير.
ولهذه الغاية، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العاهل الأردني عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمان، فيما اجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وأمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب بوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي في القاهرة في لقاءين منفصلين.
وجدد عباس رفض القيادة الفلسطينية “الكامل لأي دعوات أو مخططات تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية، والتي تخالف وتنتهك قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.
فيما أكد ملك الأردن على ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه مصر أيضاً. ولاقت تصريحات ترامب رفضا عربيا واسعا. وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن اقتراح ترامب يتضمن ترويجا لسيناريو تهجير الفلسطينيين، وهو أمر مرفوض على الصعيدين العربي والدولي.
وبعد أن قال ترامب إن السعودية “لا تريد دولة فلسطينية”، سارعت وزارة الخارجية السعودية، إلى إصدار بيان صحافي قالت فيه إن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية، راسخ وثابت ولا يتزعزع، وإن هذا الموقف ليس محل تفاوض أو مزايدات. ورفضت دول عربية من بينها الإمارات وسلطة عمان ومصر والأردن والعراق مخططات التهجير.
كما أعلنت دول أوروبية وغربية الموقف ذاته، ومن بينها بريطانيا، وفرنسا وإيطاليا وإيرلندا وإسبانيا وألمانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن “غزة ملك للفلسطينيين، تمامًا مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية”، وحذرت من أن أي محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين ستؤدي إلى “معاناة وأحقاد جديدة”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده تعارض “الترحيل القسري لسكان غزة”.
وبين الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه يعود “للفلسطينيين أن يهتموا بغزة”، معتبرا أن طرح ترامب “غير مفهوم”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش سيبلغ اجتماعا للمنظمة الدولية في وقت لاحق أمس أنه “ومن الضروري تجنب أي شكل من التطهير العرقي”.
فلسطينيو 48: «وطني ليس حقيبة»
أكد فلسطينيون داخل أراضي 48 رفضهم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاستيلاء على غزة وتهجير سكانها، مشددين على أن التهجير لن يمر، داعين العالم إلى الرد على هذا الموقف. وقالت “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ” والحزب الشيوعي، في بيان إن هذه عملية تطهير عرقي حسب كل الأعراف الدولية.
وأصدرت “الحركة العربية للتغيير” برئاسة النائب أحمد الطيبي بيانًا جاء فيه أن “الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتًا على أرضه، ولن يرحل رغم الأوهام الخطيرة التي يروّج لها الرئيس الأمريكي ترامب”.
واقتبس النائب أيمن عودة من شعر محمود درويش، فنشر على صفحته على فايسبوك ” آه يا جرحي المكابر، وطني ليس حقيبة، وأنا لستُ مسافر، إنني العاشق والأرض حبيبة”.
سيناتور أمريكي: ترامب فقد عقله
انتقد عدد من النواب والشيوخ الأمريكيين اقتراح دونالد ترامب حول الاستيلاء على غزة، ووصف بعضهم ذلك بالجنون.
وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام إن “الاقتراح إشكالي على مستويات عدة، ولا اعتقد أن الناخبين متحمسون لإرسال جنود أمريكيين للسيطرة على غزة”.
فيما بين السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي “لقد فقد عقله تمامًا سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين، إنها مثل مزحة رديئة”. وتلاه زميله الديمقراطي تيم كين بقوله “الاقتراح مختل ومجنون والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة مغناطيس للمشاكل هذا الاقتراح لن يحظى بالدعم هنا”. وأوضح عضو مجلس النواب الديمقراطية الفلسطينية – الأمريكية رشيدة طليب أن “الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان. لا يستطيع هذا الرئيس إلا أن يبث هذا الهراء المتعصب”.
نتنياهو أهدى ترامب جهازي بيجر أحدهما ذهبي
أهدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض، جهاز بيجر ذهبي اللون وآخر عاديا، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضافت أن ترامب علق على الهدية المقدمة من نتنياهو بقوله “كانت عملية رائعة”، في إشارة إلى عملية تفجير أجهزة البيجر في عناصر حزب الله.
ففي يوم 17 سبتمبر/أيلول 2024 أعلن “حزب الله” أن المئات من مقاتليه وآخرين من المواطنين اللبنانيين أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة بعد انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها، واتهم إسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
ووقعت هذه التفجيرات في مناطق عديدة في لبنان بينها الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن البقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وطرابلس وبعلبك وغيرها.
ترامب يسحب الكرسي لنتنياهو كي يجلس
في مشهد أظهر حجم الانحياز الأمريكي لإسرائيل، قام الرئيس دونالد ترامب أثناء استقباله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بسحب الكرسي له كي يجلس.
وتداول كثيرون مقطع الفيديو الذي يظهر سحب الكرسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الخطوة ما هي إلا انعكاسا ومدلولا لما تعنيه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من دعم واشنطن المُطلق لتل أبيب.