احتفل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بقداس الأحد في بكركي، وألقى عظة تناول فيها الأوضاع الراهنة في لبنان، قائلاً: “نتطلع إلى واقعنا المؤلم: حرب مدمّرة بالأسلحة الفتّاكة، تودي بحياة المدنيين من أطفال ونساء عزّل، ودمار لا يُقدّر بثمن طال المنازل والمؤسسات، إلى جانب معاناة مليون ونصف مليون نازح بلا مأوى. كل هذا يحدث بينما تعيش البلاد منذ سنتين كاملتين بلا رئيس للجمهورية، في حالة فراغ مقصودة ومتعمدة”.
أضاف: “مجلس النواب فاقد لهيئته التشريعية، بعدما أصبح هيئة ناخبة لا تؤدي دورها منذ سنتين. كذلك، يعاني مجلس الوزراء من الشلل الكامل، حيث يقتصر عمله على تصريف الأعمال منذ أكثر من سنتين، مع فقدان للصلاحيات وانقسامات داخلية حادة. ونتساءل: لماذا كل هذا الخراب على مستوى الشعب والمؤسسات والدولة؟”.
وتابع الراعي: “من يفاوض على وقف إطلاق النار؟ باسم من؟ ولصالح من؟ إن هذه المهمة تقع ضمن أولى صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي يغيب قصداً عن المشهد. ما لم يُنتخب رئيس للجمهورية، سيظل مجلس النواب والحكومة في حالة فقدان للصلاحيات الشرعية والدستورية، ويبقى عملهما منقوصاً وغير ميثاقي”.
وفي الجانب الروحي من عظته، قال الراعي: “البشارة لمريم هي بشرى سارّة لجميع الناس والشعوب، لأنها تعبّر عن تاريخ الخلاص الذي لا يمكن فصل تاريخ البشر عنه. فالله هو سيد التاريخ، وهو الذي يُلهم السلام بين الشعوب على اختلافها، ويُحيي روح التضامن والمحبة تجاه النازحين، ويدعو إلى الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد”.
وختم البطريرك الراعي بالدعوة إلى الصلاة، قائلاً: “فلنصلّ جميعاً من أجل أن نعيش فرح البشارة لمريم، لأنها بشرى خير ونعم لنا جميعاً، ومناسبة لنتذكر ميلاد مخلّص العالم وفادي الإنسان، يسوع المسيح. كما ندعو الله أن يلهم المسؤولين في لبنان لانتخاب رئيس جديد يعيد للدولة مؤسساتها واستقرارها”.