فقد علّقت صحيفة “عكاظ” السعودية على المناورة قائلة “في مشهد جديد أسقط كل ما تبقى من أوراق كانت تستر عورات الدولة اللبنانية وهزالة الوضع الذي يتعايش معه اللبنانيون مرغمين، استعرض حزب الله السلاح غير الشرعي التابع له من صواريخ وعتاد على حساب ضعف الدولة التي خطفها في وضح النهار من أمام بلدة عرمتا الجنوبية، حيث معسكرات التدريب التابعة لها”. وسألت “ماذا قصد “حزب الله” من هذا الاستعراض؟ وهل يقول للداخل والخارج إن قيام دولة فعلية في لبنان هو أمر مستحيل؟ وهل يقول لقوى بعينها إن أذرعها المسلحة خارج حدودها باتت أمراً خارجاً عن التفاوض على الطاولات الإقليمية؟ وماذا عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، هل فكر بأسهمه التي قد تهبط في مفاوضات البحث عن 65 صوتاً؟”، مشيرة إلى أن “حزب الله استبق الأسئلة التي ستطرح، وأفاد على لسان مسؤوله الإعلامي محمد عفيف، بأن هذا العرض يأتي في سياق توجيه رسالة إلى العدو عن جاهزية المقاومة لردع العدوان والدفاع عن لبنان”.
فالجدير ذكره، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو ان هذه المناورة حصلت غداة صدور بيان جامعة الدول العربية التي عقدت في الرياض، والذي تضمّن رفضا لانتشار التنظيمات المسلحة في المنطقة، وقد شدد في الفقرة الرقم 6 منه تحديدا على “وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة”.
واذ تشرح ان ما جاء في الصحيفة، يعكس بطبيعة الحال، الموقفَ او الجوَّ السعودي الرسمي السلبي مما قام به الحزب من جهة، ومن تخاذل او تسيّب الدولة اللبنانية وعجزها امام الدويلة التي تؤكد كل يوم بممارساتها انها خارج اطار اي استراتيجية دفاعية، من جهة ثانية، تتوقّع المصادر ان يقوم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته المرتقبة الخميس المقبل في ذكرى المقاومة والتحرير، بتلطيف “العراضة” العسكرية وبتصويب اهدافها والمُستهدفين منها، عبر التأكيد انها كانت مقررة مسبقا (اي قبل القمة وبيانها) وانها ليست موجهة الى معارضيه في الداخل، ولا الى أي جهة في الخارج والمنطقة، وانها لا تحمل رسائل وليست لاستفزاز احد، الا الكيان العبري..
وهنا، تتابع المصادر، يصبح السؤال “هل ستُقنع هذه المواقف والتبريرات دولَ الخليج والخماسيَ الدولي، لتُجمع كلّها على دعم رئاسة فرنجية، فينتقل المترددون منها، مِن مربع الـ”لا فيتو” على فرنجية الى مربّع تأييده، علما ان الاخير لم يعلّق على المناورة، بينما يُعتبر الاصلاح السيادي لا الاقتصادي فقط، من اولويات المجتمع الدولي لبنانيا في المرحلة المقبلة؟ ام ان ما قام به الحزب، قضى من حيث لا يدري، على حظوظ مرشّحه، بالوصول الى قصر بعبدا؟!