وأشارت مصادر معارضة إلى أن تأكيد أزعور أنه لا يريد أن يكون ترشيحه تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن يستحقه الجميع، جاء لطمأنة الفريق الآخر بأنه ليس مرشح تحد ويده ممدودة للجميع، كما انه غير محسوب على أي طرف كما يروج “الثنائي” الذي ما زال مستمراً في تشويه صورة الرجل من أجل الدفاع عن مرشحه.
ووسط هذه الأجواء، ومع انسداد مخارج الأفق داخلياً، فإن التوقعات تشير إلى عودة الملف الرئاسي إلى الملعب الإقليمي الدولي، من أجل بلورة تصور للأزمة الراهنة، يفضي إلى إخراج لبنان من هذا المأزق الذي يهدد بعواقب لا تحمد عقباها، بانتظار وصول موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان، وفي ظل تحذيرات من أن يعمد البعض إلى إحداث اضطرابات أمنية في عدد من المناطق، كرسائل ضاغطة على الذين يرفضون خيار الفرض، خلافاً للإرادة المسيحية التي لا يمكن أن تقبل بأن يتم تجاوزها في اختيار رئيس الجمهورية، الموقع المسيحي الأول في الدولة . وفي تطور يعكس هذه المخاوف، عثر أمس، على قنبلة بالقرب من منزل النائب نديم الجميل في الاشرفية.
وفي مؤشر على ضغط الأميركيين على الأطراف لاستكمال العملية الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كشف النقاب في واشنطن وبيروت أن وكيلة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وبالرغم من ان واشنطن لم توضح نا دار خلال الاتصال الا ان ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة الأميركية بري إلى قيادة العملية الانتخابية، مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل”.
وعشية الجلسة، غرّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “تويتر” بالقول “دولة الرئيس نبيه بري، الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشّح على ذوقه ودعوة كلّ الآخرين للحوار لانتخابه. من جهة ثانية، نحن بصدد انتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية”.
وفي الإطار، اعرب تكتل “الجمهورية القوية”، عن أمله أن تكون جلسة اليوم ،هي الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، محملا كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي، مشدداً على ادانته للكلام التهويلي الصادر عن بعض القوى السياسية التي تريد فرض مرشحها خلافا لموازين القوى النيابية، وتتحدّث عن مؤامرة واستهداف وعزل ، فيما المؤامرة تكمن في تعطيل الاستحقاق الرئاسيّ وضرب الاستقرار والانتظام، بينما الاستهداف يشمل كلّ مواطن لبناني يريد العيش في كنف الدولة، أما العزل الفعلي فيتمثّل بما يتعرّض له لبنان بفعل سياسات هذا الفريق ، التي عزلت لبنان عن العالم.
وجدد “الجمهورية القوية”، تأكيد قراره السابق “التصويت للمرشّح أزعور ، داعيا نواب المعارضة، خصوصًا الذين لم يتّخذوا موقفًا حتى الساعة، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز هذا الاستحقاق، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي.