إخواني الموارنة في لبنان وعالم الإنتشار، يجب أن نعلم علم اليقين أننا على مفترق طرق خطير في تاريخنا الحاضر حيث الوقائع تشي بأننا بتنا أمة في طريق الزوال ولم نَعُـد الركن الأساسي والمحوري في جمهورية العام 1920، ولم نعُد الرقم الصعب في هذا المشرق العظيم الذي دنّسته السياسة الخاطئة التي إنتهجتها بعض القوى التي آثرتْ السرقة والزنى السياسي على العمل السياسي البتولي .
إخواني الموارنة في لبنان وعالم الإنتشار، ما أكتبه ليس صرخة إنفعالية وهامشية بل تنبع من قلق عميق على مستقبلنا وعلى وطن أنهكته السياسة الرعناء التي تُطبق من قبل “الزعامات المارونية” الطارئة والدكتاتورية، صرختي دعوة هادئة للتفكير العميق في مسألة دينية – وطنية ومسألة كيانية – ديمغرافية – جغرافية، ومتغيرات غيّرت الهوية المارونية الأصيلة وهوية الوطن وتطال حاضرنا المسيحي الوطني والماروني . عمالقة الموارنة بالأمس ساهموا إسهامات مهمة في رسم السياسة اللبنانية وفي إنتاج منظومة سياسية معاصرة حتى إعْتُبِروا أنهم أساس نهضة هذا المشرق وأساس الجمهورية اللبنانية المعاصرة التي وُلِدَتْ في العام 1920 .
إخواني الموارنة في لبنان وعالم الإنتشار، شاركتُ في لقاءات ضمن مراكز الأبحاث بصفتي عضو في مركز PEAC الدولي للأبحاث وكل هذه المراكز وعلى مسمع كل المُشاركين تناولوا أوضاعنا في لبنان وركزّوا على دورنا الجوهري والمحوري في صناعة السياسة الوطنية اللبنانية والمشرقية وريادتنا في النهضتين الفكريتين اللبنانية والمشرقية سواء من حيث الثقافة السياسية والتربوية والإقتصادية والدينية والإجتماعية وإلتزاماتنا اللبنانية والمشرقية والقضايا العادلة ومواقفنا الجريئة في الدفاع عن ثقافة الحقوق ومواجهة الباطل، ولكن شتان ما بين الأمس واليوم!!
إخوتي الموارنة في لبنان وعالم الانتشار، إنّ الحفاظ على ما تبقّى من دور للمارونية السياسية بعد السنوات العجاف كان وما يزال مسؤولية مشتركة بيننا جميعًا، لأنّ غياب المارونية السياسية عن أرض القديسين والشهداء والأرض المشرقية التي شهدت ولادة كلمة الله، إنما هو تغييب متعمّد لرسالة المارونية السياسية عقيدة وشعبًا وبالتالي وأد لتاريخنا الأصيل وإستهداف لحضورنا اللبناني المُشِّعْ.
إخوتي الموارنة في لبنان وعالم الانتشار، إنّ على القيادات الروحية أو ما تبقّى منها والقيادات السياسية الشريفة اللتان لم تنغمسا “بوسخ المؤامرة المنتهجة من قبل ساسة موارنة ساوموا سايروا إرتهنوا باعوا بدّلوا وتبدّلوا …)، المبادرة معنا إلى رفع الصوت في وجه هؤلاء الأقزام عاليًا والتصدّي للموجة العاتية التي ينتهجونها والتي تحرّف رسالة المارونية السياسية لا بل فرّغتها من مضامينها السامية وألحقتها بمحاور لا طاقة لنا على تحمّل تبعات أنظمتها الشمولية، وها هي اليوم تستأسد للجلوس في الصفوف الأمامية مدّعية الحرص على الموارنة ودورهم الريادي .
إخوتي المورانة في لبنان وعالم الانتشار، شعارات تُرفع غُبَّ الطلب حول “حماية حقوق المسيحيين ” وواقعنا المرير خير شاهد على ما نحن عليه، وكذّاب من يقول “انه يردع من تسوّله نفسه التطاول أو حتى المساس بحقوق المراكز المخصصة للمسيحيين عامة والموارنة خاصة”، كلو حكي بحكي، أو على ما كان يقوله جدّي في زمانه ” لئش وصف حكي والنتيجي متل إللي عن يعبي سلّة قش ماي …” خسرنا كل شيء وما زالوا يُحاضرون في عفة مغلّفة بالزنى السياسي.
إخوتي الموارنة في لبنان وعالم الانتشار، تعالوا لنحافظ على ما تبقّى من كرامتنا المهدورة من قبل “مرجعياتنا السياسية العلمانية والدينية ” قبل فوات الأوان، الخسارة كبيرة وصعبٌ إستردادها من هذا الطقم اللعين .