مع تسليم القوى السياسية اللبنانية بأن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان لا يحمل أي مقترحات لحل الأزمة الرئاسية المستعصية، وسيحاول البحث مع القيادات التي سيلتقيها، وعلى رأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والبطريرك بشارة الراعي، اضافة إلى رؤساء الكتل النيابية، سبل الخروج من المأزق القائم الذي يتهدد لبنان بالكثير من التداعيات وعلى مختلف الأصعدة. رحبت أوساط ديبلوماسية عربية بارزة لـ”السياسة”، بالحراك الغربي والخليجي، إلا انها أكدت أنه لن يحل محل اللبنانيين في انتخاب رئيس لبلدهم، مشددة على أن مفتاح الحل أولاً وأخيراً بأيدي القيادات اللبنانية التي عليها أن تتوافق وتتخلى عن عنادها، من أجل تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للبنان في أسرع وقت، باعتبار أن الوقت ضد مصلحة الشعب اللبناني.
بدوره، رأى النائب مروان حمادة، أن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، ستحمل ملفين، الأوّل يتعلق بالمبادرة الفرنسية السابقة أي معادلة فرنجية – نواف سلام والثاني دفتر أبيض سيدون عليه كل الملاحظات التي سيُسجلّها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدا ان يتوقّع أن يعود لودريان إلى باريس بتقريرٍ يُحدّد فيه اسماء مرشحّين، مضيفا أن من بين المعطيات الجديدة أنّ قائد الجيش بدأ يطلّ على المشهد.
من جهتها رأت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر”، أن الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات انتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت أو ان يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية أن طريق الوصول مسدود وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الإسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له. وحملت الهيئة السياسية، رئيس حكومة تصريف الأعمال والفريق السياسي الداعم له مسؤولية الإمعان في انتهاك توازنات الميثاق الوطني والمخالفة الصريحة للدستور بسبب الإصرار على عقد جلسات الحكومة تستبيح الشراكة الميثاقية وتتخطى حدود تصريف الأعمال وتهدّم ما تبقى من مؤسسات الدولة. إلى ذلك، أقر مجلس الوزراء، في جلسة عقدها، أمس، بند الترقيات العسكرية اعتباراً من التاريخ الذين يستحقون الترقية فيه، بالاضافة الى اقرار تثبيت متطوعي الدفاع المدني والذين يبلغ عددهم 2186 عنصراً.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن الفراغ في المؤسسات الدستورية يتعارض والغاية التي وجد من أجلها الدّستور، ويهدد النظام بالسقوط ويَضع البلاد في المجهول، داعيا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في ظل اعتراض البعض على انعقاد جلسات لمجلس الوزراء بسبب التشكيك في دستوريتها، متمنيا أن تكون زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان مناسبة لدفع الحلول في الملف الرئاسي. وأضاف: “الغريب استمرار البعض في التقاعس عن القيام بواجباته في انتخاب رئيس الجمهورية ،ويتحامل على الحكومة ،ولذلك ندعو إلى الإسراع في انتخاب الرئيس، ونحن لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس وتسيير الأمور الملحة، نحن ضد التعطيل ومع الإنتاجية المستمرة.
وشدد على ضرورة وقف النكد السياسي والتعطيل المستمر، مشيرا إلى أن بعض الوزراء ماض في مقاطعة جلسات مجلس الوزراء؛ لاعتبارات سياسية، في الوقت الذي يستمر في مهامه اليومية في الوزارات ويصرّف الأعمال، ويوجه مراسلات إلى الأمانة العامة.
على صعيد آخر، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال زيارته كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان أن القائد الناجح هو الذي يخلق الأمل ويذلل الصعوبات ويستنبط الحلول، وهو صاحب المبادرة الذي يقود سفينته إلى بر الأمان. مشيرًا إلى أن جدارة القائد تتجلى في الظروف الاستثنائية. وأضاف، إن ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بالمؤسسة العسكرية لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة مباشرة للانجازات التي حققها الجيش اللبناني بمختلف وحداته.