قال قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية “نوراد”، الجنرال غلين دي فانهيرك، في جلسة بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، إن روسيا والصين تواصلان السعي لامتلاك الأسلحة “التي تفوق سرعتها سرعة الصوت” والتي تعرف باسم “هايبرسونيك”.
وحذر من أنه من “الصعب اكتشاف هذه الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، والتصدي لها، نظرا لسرعتها وقدرتها على المناورة، ومسارات الطيران المنخفضة التي تحلق بها، ومساراتها غير المتوقعة”.
وأشار إلى أن “التهديدات الصاروخية للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في الخارج في ازدياد”، بحسب بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.
وكشف فانهيرك أن الأسلحة ذات القدرات الفائقة وتفوق سرعتها سرعة الصوت تمتلك “منصات مصممة لتفادي الاكتشاف، ويمكنها ضرب أهداف في أي مكان في العالم بما في ذلك في أميركا الشمالية”.
وقال “أعتقد أن الخطر الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة ينبع من عدم قدرتنا على التغيير بالسرعة التي تتطلبها البيئة الاستراتيجية المتغيرة” التي تحكم هذه الأسلحة المتطورة.
مدير وكالة الدفاع الصاروخي، الأدميرال، جون هيل، يتفق مع الجنرال فانهيرك، وقال إن “مواجهة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تمثل تحديا الآن وفي المستقبل”.
وأضاف أنه “نظرا لقدرات هذه الأسلحة على المناورة هناك حاجة لتعزيز قدرات التتبع والاستهداف الفضائية”، مؤكدا أن القوة الفضائية ووكالة الدفاع الصاروخي يشتركان في تطوير “تتبع باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت من الفضاء” والتي سيتم اختبارها خلال 2024.
ما هي أسلحة “هايبرسونيك”؟
الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ببساطة هي أي سلاح أو ذخيرة لديها القدرة على التنقل بأسرع من “ماخ 5″، والتي تنقسم إلى نوعين مختلفين من التقنيات، الأولى بوجود صواريخ “كروز” فرط صوتية والتي لديها القدرة على الحفاظ على حركتها عن طريق الرفع الديناميكي للهواء والتي تستمر منذ إطلاقها وحتى وصولها لهدفها، بحسب تقرير نشره موقع “كارينغي“.
أما التقنية الثانية، بوجود صواريخ باليستية والتي تنطلق فوق الغلاف الجوي، ولكنها لديها قدرة على المناورة في مسار يعيدها إلى الغلاف الجوي، والتي تكون معززة بمحرك للتحكم بها.
ورغم أن الصواريخ الباليستية لديها القدرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت، إلا أن ما يفرقها عن مثيلتها “فرط الصوتية” أنها غير قادرة على المناورة، وهي تسير في مسارات محددة، على عكس مثيلتها التي تعمل بالتقنية الثانية فهي قادرة على المناورة وتغيير مساراها.
كما أن الصواريخ البالستية تحلق على ارتفاع عال وبشكل مقوس لبلوغ هدفها، فيما تحلق تلك فرط الصوتية ضمن مسار منخفض في الجو، ما يعني أنها تبلغ الهدف بشكل أسرع.
ويمكن استخدام الصواريخ فرط الصوتية لحمل رؤوس حربية تقليدية، بشكل أسرع وأكثر دقة من الصواريخ الأخرى، وما يزيد من خطورتها إذا تمكنت الدول من تعزيز قدرتها لنقل أسلحة نووية، ما يرفع خطر اندلاع نزاع نووي بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
ماذا يعني امتلاك أسلحة سرعتها تفوق سرعة الصوت؟
ومثل المخاوف التي عبر عنها قادة عسكريون أميركيون، من يمتلك أسلحة “هايبرسونيك” لديه القدرة على إطلاق أسلحة ذات قدرة عالية على المناورة بسرعات فرط صوتية، والتي يمكنها تجنب أي نظام دفاعي موجود حاليا، وفق تقرير لـ”فويس أوف أميركا“.
ومنذ 2018 قال الجنرال الأميركي، جون هيتين بصفته قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية حينها إنه “ليس لدى الولايات المتحدة أي دفاع يمكن أن يمنع نشر هذه الأسلحة ضدنا.. دفاعنا هو القدرة على الردع”.
ورغم امتلاك الولايات المتحدة لأكثر رادارات الرصد إلا أنه لا يوجد ما يكفي لرصد الأسلحة فرط الصوتية.
الدول التي تطور أسلحة “هايبرسونيك”؟
تقوم الولايات المتحدة وروسيا والصين بتطوير أسلحة فرط صوتية، فيما تجرى دول أخرى أبحاثا لتطوير مثل هذه الأسلحة.
وفي 2022 طلب الجيش الأميركي 3.8 مليار دولار لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، بحسب ما نقلت “فويس أوف أميركا” عن خدمة أبحاث الكونغرس.
واختبر البنتاغون صاروخا خارقا لجدار الصوت مدفوعا بمحرك نفاث فرط صوتي في 2021، واصفا إياه بـ”استعراض ناجح للإمكانيات التي ستجعل من صواريخ كروز فرط الصوتية أداة فعالة للغاية للمقاتلين”.
وفي 2020 أعلن الجيش الأميركي أنه اختبر بنجاح نموذج صاروخ فرط صوتي يأمل بنشره خلال السنوات الخمس المقبلة لمنافسة أسلحة مشابهة طورتها دول أخرى.
وتشير المعلومات إلى أن روسيا تتابع منذ سنوات تطوير مثل هذه الأسلحة، ويعتقد أنها أول دولة في العالم استخدمت مثل هذا السلاح في الحروب، حيث أطلقت صاروخا واحدا على الأقل ضد أوكرانيا والذي قالت إن اسمه صاروخ “كينجال”.
وأعلنت موسكو في أغسطس 2022 أنها نشرت طائرات مزودة أحدث الصواريخ فرط الصوتية في كالينينغراد.
وتقول تقارير استخباراتية أميركية إن الصين تسعى بشكل حثيث وراء تطوير وتصنيع صواريخ كروز فائقة السرعة، فيما تزعم كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح إطلاق صواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت.
وفي أواخر 2022 قالت إيران إنها أنتجت صاروخا بالستيا فرط صوتي للمرة الأولى كما أعلن قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حاجي زاده.
وتعمل فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان على تطوير الصواريخ فرط الصوتية، بينما تجري إسرائيل وكوريا الجنوبية أبحاثا أساسية بشأن هذه التقنية، بحسب تقرير صدر في 2021 عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.