في تطور أمني بالغ الخطورة يحمل في طياته أكثر من رسالة، وفي ظل حملات ما يسمى بالممانعة ضد الدور الأميركي، تعرض مبنى سفارة الولايات المتحدة في منطقة عوكر شمال شرقي بيروت ليل أول من أمس، لإطلاق نار من قبل مجهول دون وقوع إصابات، وفيما شددت السفارة إجراءاتها الامنية وضُرب طوق أمني حول المبنى بعد الحادث وتحويل سير السيارات إلى طرقات فرعية، كشفت معلومات أمنية لقناة “إل بي سي” أن مسلحًا برشاش كالاشنيكوف أطلق 15 طلقة باتجاه المدخل الرئيسي للسفارة.
وأشارت المعلومات إلى أن المسلح وصل إلى المكان الذي أطلق منه النار على متن دراجة نارية ونفذ عمليته وغادر كما وصل، وأظهرت كاميرات المراقبة أن المسلح كان يرتدي لباسا اسود، كما تم العثور عند مدخل مبنى مواجه لمكان إطلاق النار على ممشطين فارغين يعتقد أنهما للتمويه.
ويأتي الحادث، في إطار سلسلة أحداث أمنية شهدها لبنان في الساعات الماضية، من بينها إقامة حواجز لما يسمى بـ “القمصان السود” في بلدة عين ابل الجنوبية، وما تلاها من استهداف مركز “القوات اللبنانية” في حوش الامراء في زحلة، توازياً مع وقوع اشتباكات بين دورية من فوج الحدود البري التابع للجيش اللبناني وبعض المهربين في بلدة حاويك القريبة من الحدود السورية.
وكتب رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميّل عبر حسابه على موقع “إكس”، “من عين إبل الى عوكر شهد يوم أمس حدثين خطيرين يكشفان نيةً لدى من يدمّر الجمهورية بالتصعيد الميداني، محذرا من تفاقم هذه الحوادث التي لن تكون من مصلحة أحد وخاصة مفتعليها.
وفيما وصف النائب ملحم خلف،الاحدث بأن امر بالغ الخطورة ومرفوض، ويَدُلّ على مدى هشاشة الوضع الأمني من جهة وعلى وقاحة غير مسبوقة في أُسلوب توجيه الرسائل من جهة أُخرى، ودعى القضاء والأجهزة الأمنية إلى التحرك فوراً لكشف الجناة وتوقيفهم وإنزال أشدّ العقوبات بحقّهم، أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية”، النائب زياد الحواط، إلى أن إطلاق النار على سفارة واشنطن والحوادث الأمنية المتنقلة، يكشف محاولة للتوتير الأمني، محذرا من اللعب بالنار في هذه اللحظة الدقيقة والحساسة.
سياسياً، وبعد تعثر اجتماع المجموعة الخماسية في نيويورك، إثر بروز تباينات أميركية فرنسية بشأن معالجة ملف الاستحقاق الرئاسي، وفي ظل حديث متزايد عن تسلم قطر لهذا الملف، إلى بيروت، الموفد القطري جاسم آل ثاني، لعقد لقاءات مع عدداً من المسؤولين والقيادات، للبحث في سبل حل معضلة الانتخابات الرئاسية.
توازياً، وفي الحراك الدبلوماسي المستمر، بحث السفير السعودي لدى بيروت وليد بخاري الذي ستكون له مواقف هامة تتعلق بلبنان في اليوم الوطني لبلاده، غداً، مع سفير فرنسا الجديد هيرفيه ماغرو آخر تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحة اللبنانية، سيما الاستحقاق الرئاسي وضرورة إنجازه بأسرع وقت ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفه.
وفي مواقف غاية في الأهمية أطلقها من أستراليا، أكد البطريرك بشارة الراعي أنّ الحوار بِمَن حضر “ما إلو طعمة” ويجب أن نعرف عمّا سيدور ومن الأسهل عقد جلسات متتالية إذ هناك إسمان وهناك أسماء أخرى، وإذا لم يُنتخب رئيس عندها نبحث عن اسمٍ ثالث ولا علم لي بقرار اللجنة الخماسيّة”. وتسائل الراعي عن الاسباب الحقيقة وراء بقاء لبنان بدون رئيس، فيما الدولة تتّفتت والشعب يجوع والسوريّون اجتاحوا لبنان وباتوي يمثلون أكثر من نصف الشعب اللبناني محذرا من أن لبنان يعيش على فوهة بركان
إلى ذلك، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال، كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن بلاده تكابد اليوم في مواجهة أزمات عديدة ومتداخلة في ظل نظام دولي أصابه الوهن ومناخ إقليمي حافل بالتوترات والتحدّيات. وشدد على أن أولى التحدّيات تكمن في شغور رئاسة الجمهورية وتعذُّر انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد وما يستتبع ذلك من عدم استقرار مؤسساتي وسياسي ومِن تفاقمٍ للأزمة الاقتصادية والمالية. وأضاف: ” أتطلّع صادقاً لأن يمارس البرلمان اللبناني دورَهُ السيادي بانتخاب رئيس للجمهورية في الفترة المُقبلة رئيس يتوحّد حوله اللبنانيون.