من سيشجع العرب في مونديال 2022؟ ... نظرة تاريخية على شعوب الدول العربية و منتخباتها المفضلة
القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
لكل منا ذكريات منذ الطفولة بما يتعلق بكأس العالم، ولكل منا منتخب نشجعه في أكبر مسابقة كرة قدم في العالم، حتى وان لم يكن منتخب بلدنا مشاركاً في النهائيات. اليوم على أعتاب انطلاق مونديال قطر 2022، سينقسم العالم، كل العالم، الى مشجعين للمنتخبات الـ32، لكن في بلداننا العربية كيف ستنقسم الولاءات، وأي من البرازيل وألمانيا واسبانيا والأرجنتين سيكون لها النصيب الأكبر، وهل ستحظى منتخباتنا العربية الأربعة قطر والسعودية وتونس والمغرب بتأييد الأشقاء؟
العراق: عشق 5 منتخبات و”الدون” والليغا
اختلفت آراء المهتمّين الرياضيين في العراق، بشأن المنتخبات التي ستحظى بتشجيعهم خلال مونديال قطر 2022، ففيما جاءت منتخبات البرازيل وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا والأرجنتين ضمن قائمة المنتخبات الأكثر شعبية في العراق، تصدّر المنتخب القطري والجزائري قائمة المنتخبات العربية الأكثر متابعة.
وترى رقيّة رحمن (طالبة جامعية)، في المنتخب الفرنسي مثالاً لتشجيعها في مونديال 2022، لكنها عبّرت عن دعمها وتشجيعها لمنتخب البرازيل، كونه يضمّ عدداً من لاعبي ناديها المُفضّل “ريال مدريد”. وتقول لـ”القدس العربي”، إن “فرنسا منتخب يملك العديد من اللاعبين المتميزين في أنديتهم، والكثير من المواهب الصاعدة في المنتخب، لكن سأقوم بتشجيع البرازيل. يمتلكون مواهب صاعدة، وأغلب لاعبيهم ينتمون الى النادي الذي أشجعه (ريال مدريد)”، وفيما رجّحت أن يفوز بكأس العالم هذه السنّة أحد الفريقين “إسبانيا أو البرازيل”، أشارت إلى إن “المنتخب القطري، منتخب ممتاز ومتطور”. وتتطلع إلى انطلاق مباريات كأس العالم قائلة: “أنا دائماً اتواجد في البيت، ومتابعة لجميع المباريات تقريباً، لكن لمونديال كأس العالم طعم آخر، خصوصاً إنها تجمع العالم كل أربع سنوات. سأحظى بفرصة التمتع بالعرس الكروي وأحاول تمشية مشاغل الحياة والروتين اليومي قدر المستطاع”.
أما احمد طه سليم، اختصاص التدريب والاختبارات في جامعة بغداد، فقرر تشجيع المنتخب الاسباني لأسباب عدّة، بينها كونه “فريقا متطورا ويملك لاعبين ذا خبرة وشباب”، فضلاً عن كونه يمثّل “عشقه منذ الصغر”. ولم يجد أيّ علاقة بين ناديه ولاعبه المفضّل وتحديد المنتخب الذي يشجّعه قائلاً: “هذه المنتخبات أعشقها بغض النظر عن مستواها”، مشيراً في الوقت عيّنه إلى إنه في حال خسر فريقه المفضّل (إسبانيا) في البطولة فإنه سيشجّع “الأرجنتين. يعجبني لعبهم وطريقة الاداء”. وفيما أظهر حرصه على متابعة المباريات أكد إن “المونديال جُلّ اهتمامي. إننا نشتاق الى هكذا اعراس كروية”، مرجّحاً إن “البطولة ستنحصر بين المانيا والارجنتين والبرازيل واسبانيا. صعب التوقع لتقارب المستويات لكن أرشح في النهائي اسبانيا والبرازيل”.
وخلافاً للدكتور سليم، يشجّع اللاعب السابق في نادي الزوراء العراقي، حسين صادق “منتخب البرتغال” الذي يعشقه لكونه يضم نجمه كريستيانو رونالدو. وقال صادق: “سأشجع البرتغال لتعلقي بهذا المنتخب بسبب وجود النجم كريستيانو رونالدو. أنا متعلق بالدون رونالدو ويعدّ ملهمي”. وفي حال خسارة منتخبه المفضّل، أكد إنه سيتجه صوب تشجيع منتخب البرازيل “لانه منتخب ممتع كروياً ويمتلك الكثير من المواهب الصغيرة الصاعدة”.
وطغى “الموروث العائلي” على خيار حسين طالب حكمان، في تحديد هوية فريقه المفضّل للتشجيع في مونديال قطر 2022. وقال إنه سيشجّع “المانيا. لأكون صريحاً هو موروث عائلي”، أما عربياً فلا يميل حسين لتشجيع “المنتخبات العربية”، لكنه يأمل بـ”مشاهدة مستويات تليق بالكرة العربية”. وخلافاً للآراء السابقة، لم يفضّل حسين تشجيع أيّ منتخبٍ عدى ألمانيا في حال خرج الأخير من البطولة، مبيناً: “سأكتفي بالمشاهدة والاستمتاع بالمباريات”. ورغم إنه أقرّ بـ”تضارب وقت المباريات مع أوقات عمله”، غير إنه أصرّ قائلاً: “سأحاول على قدر الامكان تخصيص الوقت الكافي لمتابعة جميع مباريات كأس العالم في قطر 2022”.
مصر: البرازيل باكتساح وميول الى المنتخبات العربية
رغم عدم مشاركة منتخب مصر في مونديال 2022، بعد خروج المنتخب المصري من الدور النهائي للتصفيات أمام السنغال، إلا أن المصريين ينتظرون كأس العالم بشدة نظرا لشغفهم الشديد بكرة القدم، واعتاد المصريون على التشجيع حتى مع عدم مشاركة منتخبهم، حيث نجد المقاهي في مصر، دائما ممتلئة على آخرها بالمشجعين المصريين الذين يتفاعلون مع الفرق المتنافسة، ويختار كل مشجع فريقا ويشجعه بحماس وقوة.
وقامت “القدس العربي” باستطلاع عدد كبير من المشجعين المصريين، للوقوف على الفرق التي سيشجعها المصريون في مونديال قطر. وجاءت نتيجة الاستفتاء لتؤكد أن منتخب البرازيل هو المفضل لـ80% من المصريين، حيث يتوارثون تشجيعه في العائلات، آملين بأن يحصل المنتخب البرازيلي على كأس العالم كما فعلها في 1958 و1962 و1970 و1994 و2002. فالبرازيل، هو أكثر المنتخبات فوزا بكأس العالم، ويعشق المصريون اللاعبين البرازيلين، ويرون أنهم الأفضل علي مر التاريخ، بداية من بيليه وغارينتشا ومجموعة اللاعبين الذين فازوا بكأس العالم 1970، وصولا لنيمار، مرورا بسقراطس وزيكو ورونالدو وبيبيتو وروماريو وغيرهم من الذين يعشقهم الجمهور المصري.
ويأتي المنتخب الأرجنتيني في المرتبة الثانية، بفارق كبير عن المنتخب البرازيلي، حيث يشجعه ما يقارب 15%، من الجماهير. ويري مشجعو المنتحب الأرجنتيني بين المصريين، أن الفريق قادر على تكرار إنجاز الفوز بكأس العالم، مؤكدين أن الفريق له أسلوب مختلف وطريقة لعب مميزة وممتعة، وهناك لاعبون ارجنتينيون يعتبرون من الأفضل في العالم على مر التاريخ، ويأتي علي رأسهم مارادونا وكيمبس وباسريا، وأخيرا ميسي. ويتوزع باقي المشجعين بنسب ضعيفة جدا على عدة فرق، بينها إيطاليا والمانيا وإنكلترا وفرنسا. واتفق المشجعون المصريون، على إنهم الى جانب تشجيع فرقهم المفضلة، فإنهم سيشجعون الفرق العربية المشاركة، آملين بأن تصل هذه الفرق لأدوار متقدمة، ويري الجمهور المصري أن المغرب، هو الأقرب بين المنتخبات العربية، لتحقيق نتائج جيدة نظرا لمستواهم المرتفع في الفترة الأخيرة.
المغرب: القلب مع “أسود أطلس” والعشق للبرازيل والارجنتين
موعد “المونديال” بالنسبة للمغاربة، موعد عاطفي بامتياز خاصة في ظل مشاركة منتخبهم في النهائيات، أما في حالة عدم تحقيقه للتأهل فيكون القلب ميالا باستمرار لمنتخبات تنال النبض كله بسبب أسماء اللاعبين الذين يبصمون على مسارات مبهرة، وهنا الإشارة إلى منتخبات أمريكا اللاتينية وخاصة البرازيل والأرجنتين، وأيضا منتخبات أوروبية مثل المانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنكلترا.
بالنسبة لنسخة 2022، فالوضع مختلف تماما، فالأرض المحتضنة عربية والإحساس بالانتماء يجر خلفه كمية وافية من المحبة والاطمئنان كما لو كان المشجع الذي سيسافر إلى قطر لن يغادر المغرب. وقبل الخوض في اختيارات المغاربة، نتوقف عند آخر نسخة للمونديال التي احتضنتها روسيا، حيث احتل الجمهور المغربي الحاضر في النهائيات المركز الثاني من حيث أكبر عدد، بعد الجمهور الروسي.
وقدر عدد الجمهور المغربي الذي سافر إلى روسيا بحوالي 42 ألف مشجع، 12 ألفاً سافروا من المغرب، و30 ألفاً من مختلف دول العالم. هذه الأرقام تفيد بأن موعد “المونديال” لا يمكن للمغاربة إلا أن يحتفلوا به، خاصة في نسخة قطر وتوفر شرط الأرض العربية وحضور المنتخب المغربي وما يشكله دائما من آمال عريضة تمني النفس بإنجاز يتجاوز ما أنجزه أسود الاطلس في “مونديال” المكسيك عام 1986. وبتجرد، وبالاستناد إلى عشق كرة القدم فقط، فالمغاربة يشجعون منتخبات صارت كلاسيكية في ذاكرة كل جيل مثل البرازيل والأرجنتين، ولم يكن الامر حكرا على ذلك فقط، بل تعداه هذه المرة إلى منتخب من آسيا وهو اليابان وجاره كوريا الجنوبية، وقد يعود ذلك إلى امتداد الدراما والفن خاصة في كوريا الجنوبية والفريق الغنائي “ب ت إس”. أما بالاستناد إلى العاطفة، فالمغاربة على قلب رجل واحد في تشجيع كل المنتخبات العربية المشاركة في كل الدورات، وفي مونديال 2022 تحتل قطر والسعودية وتونس صدارة النبض المغربي ومتابعة مبارياتها كما لو كانت مباريات تتعلق بالمنتخب المغربي، إضافة إلى المنتخبات الإفريقية المشاركة التي تنال نصيبها من محبة المغاربة.
ونتوقف عند أيمن البالغ 22 سنة، الذي قال بدون تردد إنه سيشجع بعد المغرب والمنتخبات العربية، البرازيل، ويبرر اختياره هذا بأسماء اللاعبين والنجوم الذين يصنعون الفرجة على مدار العام مع فرقهم الأوروبية مثل ريال مدريد. منتخب امريكي لاتيني آخر يحظى بالتشجيع المغربي، وهو الأرجنتين، وهنا قال عماد صاحب الـ14 عاما، أن منتخب ميسي هو الأفضل، وعندما سئل عن إمكانية منازلة المغرب أو أي منتخب عربي لمنتخب التانغو، فمال دون تردد لمنتخبه الوطني ولبقية المنتخبات العربية. اما علياء البالغة 24 عاما، فصنعت الاستثناء باختيارها لمنتخب اليابان وبدرجة أقل كوريا الجنوبية، وتبريرها لهذا الميل كان بسبب المجموعة التي سيلعب بها كل فريق، وبسبب انتشار المنتج الفني الكوري والإعجاب باليابان. علياء مثل باقي الجمهور المغربي، لا تتنازل عن تشجيع “أسود الاطلس” كما اكدت انها ستشاهد بحب وأمل مباريات قطر والسعودية وتونس.
منتخبات أوروبا كانت حاضرة في اختيارات المغاربة أيضا، ونذكر إسبانيا بحكم “الليغا” والريال وبرشلونة، وفرنسا أيضا بالنظر إلى تواجد مغاربة مثل حكيمي في باريس سان جيرمان، اما ألمانيا فبدورها كانت موجودة في قائمة المغاربة. ومن جيل الألفية الجديدة إلى جيل ما قبل التسعينات، مع فاطمة الزهراء ربة بيت، والتي لا وجود لمنتخب آخر في قلبها سوى المغرب، ومعه المنتخبات العربية، فهي تقول إن الانتماء يبدأ من تشجيع منتخب الوطن ومنتخبات أبناء العمومة، هكذا وصفت اختيارها، وفي ذلك نجد العديد من المغاربة الذين تجاوزوا الشغف إلى الاستقرار على النبض فقط والانتماء فقط دون بهرجة الفرجة.
فئة عريضة من الجمهور تعيش الحسرة لغياب منتخب يصنع الجمال والسحر في نهائيات كأس العالم وهو منتخب إيطاليا، التي كان عدم تأهلها بمثابة صدمة لـ”عشاق الأزرق”، كما يحول للبعض تسميته.
فلسطين: “السامبا” و”التانغو”… وانكلترا بلا محبين!
لا تمنع الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، كباقي سكان المناطق الفلسطينية، جراء الاحتلال الإسرائيلي، وهجماته التي طالت القطاع الرياضي كباقي القطاعات، من متابعة الأحداث الرياضية في العالم، وأبرزها كأس العالم، غير أن انطباعات التشجيع، تحكمها إلى جانب اللعب القوي والمميز، المواقف السياسية للدول المشاركة.
وفي غزة، واستعداداً للتشجيع، وضعت لافتة كبيرة عند “مفترق السرايا” أهم مفترقات قطاع غزة، وزينت باللون العنابي، وبداخلها صورة للمنتخب القطري، وكتب عليها “غزة معكم في كأس العالم” و “غزة تحب قطر”، حيث سبق وأن نظمت احتفالية في غزة، بعد فوز منتخب قطر بكأس آسيا في 2019.
وتلعب السياسة وقرابة المواقف، بعد ذلك دورا مهما في التشجيع، ويعد أكبر دليل على ذلك، أن أحدا من الفلسطينيين لم يعلن تشجيعه لمنتخب انكلترا، رغم متابعة الكثيرين من الفلسطينيين للدوري الانكليزي، باعتبارها حاليا من أقوى دوريات العالم، ويعود السبب في ذلك، للموقف البريطاني في قيام دولة الاحتلال، في 1948. ويتجه التشجيع الفلسطيني في الأغلب، إلى دول القارة اللاتينية وتحديدا البرازيل “السامبا”، التي يهوى لعبها الفلسطينيون كبقية محبي اللعبة بالوراثة، منذ عهد بيليه مرورا بزمن سقراط وروماريو ومن بعده رونالدو الظاهرة ورونالدينو ومن ثم نيمار ورفاقه الحاليين، وكذلك يهوى الفلسطينيون تشجيع منتخب الأرجنتين “التانغو”، منذ عهد مارادونا، وميسي الذي لا يزال بريق لعبة يبهر العالم، ومن ثم يتم اختيار منتخبات من القارة الأوربية، تعد مواقفها السياسية قريبة من الفلسطينيين، ويقدم مثلا الفلسطينيون فرنسا وإيطاليا على منتخبات أخرى مشاركة، حيث لا زال الفلسطينيون يتذكرون موقف ايطاليا بعد أن أحرزت كاس العالم 1982، بإهداء الكأس الى الفلسطينيين، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ذلك العام.
ولاقى منتخب الأوروغواي، تشجيعا من الفلسطينيين، بعدما ألغى معسكره التدريبي الذي كان مقررا في إسرائيل، استجابة لدعوات شعبية ودولية طالبته بإلغائه، بسبب هجمات الاحتلال الدامية، وفي فترة سابقة ألغى منتخب الأرجنتين مباراة له على أحد ملاعب القدس المحتلة، بعد حملة مماثلة، لكن قبل قرار الإلغاء، تعرض النجم ميسي لحملة انتقادات فلسطينية، شارك فيها محبون له، لتقديمهم الموقف السياسي على التشجيع الكروي.
لبنان: المانيا والبرازيل خيارات الاعلاميين
ينتظر أن تبدأ أجواء “مونديال قطر” بالسيطرة على عشاق كرة القدم في لبنان، وبدأ محبّو هذه الرياضة حجز أماكنهم في عدد من المقاهي التي تبث وقائع المباريات لمتابعة الفرق التي يشجّعونها، ويرغب بعضهم في التوجّه إلى “كازينو لبنان” الذي أعدّ أضخم شاشة لبث هذه المباريات في صالة السفراء في تجربة فريدة من نوعها مع امكانية المراهنة على المباريات كلها.
ومن المعروف أن اللبنانيين مثلما ينقسمون سياسياً حول الملفات الداخلية ينقسمون رياضياً حول تشجيع المنتخبات في بطولة العالم لكرة القدم. وبما أن المنتخب اللبناني لم يتأهل لكأس العالم كما حصل في كرة السلّة، فهذا يعني أن المشهد الذي اعتاد عليه اللبنانيون سيتكرّر حيث ستنتشر أعلام مختلف الدول على السطوح والشرفات إيذاناً بتأييد فريق هذه الدولة أو تلك.
وفي استطلاع أجرته “القدس العربي” لعيّنة من الناشطين، لفت أن الاكثرية ما زالت تشجّع الفرق الدولية مع مفارقة أن البعض اختار تشجيع عدد من الفرق العربية من منطلق الشعور القومي وخصوصاً قطر والسعودية بسبب وجود جالية لبنانية كبيرة تعمل في دول الخليج وبسبب الدعم الذي يتلقّاه لبنان من هاتين الدولتين.
ولوحظ أن مشجعي المانيا كانوا الاكثرية بين المستطلعين بنسبة 14 شخصاً وجاء في طليعتهم الممثل الكوميدي شادي مارون والممثلة برناديت حديب والاعلامي في قناة LBCI يزبك وهبه الذي أعلن تأييده المانيا لأنها أم الاقتصاد. وقالت الاعلامية نجاة الجميّل هناك وفاء بالدق والفريق الالماني فريقي منذ الطفولة، كذلك كان رأي عماد الجميّل الذي أوضح “أن الفريق الالماني هو الأحب إلى قلبي منذ الطفولة”.
وحلّت في المرتبة الثانية البرازيل بنسبة 9 اشخاص أبرزهم الصحافي شوقي عشقوتي الذي برّر موقفه بأن البرازيل هو بلده الثاني وبأنه يحمل جواز سفرها، والاعلامية في راديو “دلتا” ريمي مربعاني، ومختار محلة الصيفي في بيروت فيكتور بوسعد، وبرّر شربل ملحم تأييده البرازيل لأن لعبهم متعة للعين وعبارة عن مسرحية رقص.
ولم تغب فرنسا عن لائحة التشجيع وجاءت نسبة مؤيديها 3 أشخاص بسبب الروابط التاريخية، ومنهم بسبب تأييد فريقها منذ 1998، اما بلجيكا فحازت على مشجّع واحد هي الناشطة سارة سعد التي اختارت الفريق البلجيكي “وجاهة”.
عربياً تعادلت قطر والسعودية بمعدل 4 أشخاص، وأيّد شربل ملحم الفريق القطري “لأن القطريين قاموا بعمل ضخم لاستضافة هذه النسخة”، كذلك فعل موريس الياس ونتالي مسعد “لأن قطر هي الدولة المضيفة وقامت بتنظيم رائع”. اما جاد سلوم فأيّد الفريق السعودي “لأن المملكة بلدنا الثاني”، فيما برّر عماد الجميّل تأييده السعودية “لأنها حليفتنا في السياسة مع أنني كنت أفضّل الفريق المصري لو تأهّل فالجمهور المصري رائع”.
وضمن الفرق العربية، هناك من شجّع تونس مثل الاعلامية السابقة في اذاعة “صوت لبنان” رنيه مطر التي قالت “مع أن تونس بعيدة عنا جغرافياً أختارها لأنهم أحفاد أليسار ملكة قرطاج”، كذلك فعلت الممثلة برناديت حديب، فيما إرتأى الصحافي في الوكالة الوطنية للاعلام باسيل عيد التوجّه نحو المغرب بقوله “مع أنني كنت أتمنى مصر، لكن في غياب أحفاد الفراعنة أشجّع المغرب”.
يبقى أن الاجواء الحماسية لم تصل بعد إلى ذروتها مع توقّع أن تتحوّل مواقع التواصل الاجتماعي مع انطلاق المباريات إلى حلبات صراع وتنافس وتبادل للنكات و”التزريك” بين مشجّعي الفرق المتنافسة.
الاردن: الارجنتين بسبب مارادونا أولاً ثم ألمانيا فالبرازيل
لم يحالف الحظ المنتخب الأردني ليفقد فرصة المشاركة في كأس العالم، لكن غيابه لم يحرم الشارع الأردني من الاستمتاع بأجواء الكأس الحماسية التي تتقد شعلتها استعداداً للتكهن بهوية من سيحمل لقب هذا العام.
وفي جولة سريعة أجرتها “القدس العربي” في الشارع الأردني رصدت خلالها آراء الناس حول من سيشجعون في ظِل غياب منتخبهم، وكانت غالبية الأصوات لصالح الأرجنتين إذ تنوعت الآراء حول سبب اختياره، ما بين تعلقٍ بالأيقونة الأرجنتينية مارادونا، وبين حُبٍ بالهدّاف التاريخي غابرييل باتيستوتا، وبين تشجيعٍ ودعمٍ للساحر ميسي والذي اعتبره البعض أفضل لاعب في التاريخ، الأمر الذي يُؤَهله للفوز بهذا اللقب. ويقول طارق المعايطة في حبه للأرجنتين: “من كأس العالم 1990 عندما رأيت مارادونا أصبحت أُشجع الأرجنتين ومنذ ذلك اليوم وأنا مع الأرجنتين”. أما المرتبة الثانية في قلوب الأردنيين فكانت من نصيب “المانشافت” منتخب ألمانيا، وهو من المنتخبات القوية التي تحمل تاريخاً قوياً ومميزاً وتوّج باللقب أربع مرات، إذ وصف الكثيرون لاعبيه بالماكينات التي لا ترحم، وهو من المنتخبات التي تتميز باللعب الهجومي والعقلية الألمانية. وعلّق هاني رحاحلة على سبب تشجيعه للمانشافت: “ألمانيا رمز الماكينات التي تستمر بالعمل ولا تيأس”.
بينما حلّ “راقصو السامبا” في المرتبة الثالثة، بفارقٍ بسيط عن ألمانيا، فهو المنتخب الذي يعجُّ بأسماء لامعين جعلوا من منتخب البرازيل لا ينسى، إذ توّج بكأس العالم خمس مرات جاعلاً من “السيليساو” أكثر المنتخبات تتويجاً باللقب. وذكر المشجعون الأردنيّون تعلقهم بأسماء لامعة مثل “الظاهرة” رونالدو، و “الملك” بيليه، ورونالدينيو وغيرهم الكثير. وقال بلال عيون: “سبب تشجيعي هو المتعة الكروية للمنتخب البرازيلي، والفرق اللاتينية تلعب كرة جميلة لما فيها من مواهب مقارنة بالمنتخبات الأوروبية التي تعتمد على الصناعة الكروية”.
تونس: البرازيل وألمانيا يتصدّران قائمة الأنصار
رغم أن جميع التونسيين يشجعون المنتخب الوطني في كأس العالم في قطر، إلا أن نسبة كبيرة منهم تميل أيضا إلى تشجيع فرق أجنبية معروفة على غرار البرازيل وألمانيا والأرجنتين، على اعتبار “ضعف” حظوظ المنتخبات العربية في المونديال.
وكشف استطلاع للرأي أجرته “القدس العربي” أن 40% من التونسيين يشجعون البرازيل (إلى جانب المنتخب التونسي)، ويرى 44% أن “راقصي السامبا” هم الأوفر حظاً لنيل اللقب. والبعض يرد ذلك إلى تقاليد عائلية متوارثة في تشجيع المنتخب الأكثر تتويجا بكأس العالم (خمس مرات)، فيما يرى آخرون أن البرازيل تمتلك فريقاً متكاملاً ومتعطشاً لإعادة مجد الكرة البرازيلية، خاصة في ظل وجود نجوم كبار، في ظل “كثرة الإصابات في الفريق الفرنسي، وضعف باقي المنتخبات”، وفق ما يعبّر عدد من المشاركين في الاستطلاع.
واحتل المنتخب الألماني المرتبة الثانية في قائمة المنتخبات التي يشجعها التونسيون، حيث فضله 34%، واعتبروا أنه الأوفر حظا بنيل اللقب، بسبب طريقة اللعب الجماعية المتميزة للمنتخب الذي يأتي في المركز الثاني بعد البرازيل من حيث عدد المشاركات في كأس العالم، بـ20 مشاركة مقابل 22 للبرازيل.
وشكّل وجود النجم ليونيل ميسي حافزا كبيرا لدى 16% من المشاركين في الاستطلاع لتشجيع المنتخب الأرجنتيني، رغم أن 12% فقط رجحوا فوز “راقصي التانغو” باللقب، بناء على العروض المميزة التي قدمها خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد فوزه العام الماضي بـ”كوبا أميريكا”، ومحافظته على مسيرة متواصلة بدون هزيمة على مدى 35 مباراة، كما ن المونديال الحالي سيشكل “الأمل الأخير” لميسي الذي شارك في أربع نسخ ماضية لكأس العام، ولم يتمكن من قيادة الارجنتين لنيل اللقب، حيث خسر أمام ألمانيا في نهائي مونديال 2014.
وتقاسمت البرتغال مع المنتخبات العربية المراتب الأخيرة في قائمة المنتخبات التي يشجعها التونسيون، حيث أعرب 6% عن أملهم بتحقيق تونس والمغرب والسعودية وقطر نتائج جيدة في المونديال، مع منح أفضلية لـ”العنابي”، باعتباره صاحب الأرض. لكن بالمقارنة بين “برازيل أوروبا” والمنتخبات العربية، يبدو أن رفاق كريستيانو رونالدو الأوفر حظا لنيل اللقب، وفق 8% من المشاركين في الاستطلاع.
اليمن: المنتخبات العربية ثم المنتخبات العربية
رغم جروح الحرب التي تُدمي بلدهم؛ يحرص اليمنيون على التفاعل مع كل تفصيلات الحياة المحلية والإقليمية والدولية، وفي مقدمة ذلك الرياضة، ولهذا يتعاملون مع مونديال قطر 2022 بشغف.
واستطلعت “القدس العربي” آراء عدد من الكتاب والصحافيين والرياضيين في صنعاء وعدن، عمن سيشجعون خلال المونديال فكانت المحصلة كالآتي:
يقول سفيان الثور، (لاعب سابق ومحلل رياضي)، إنه يشجع المنتخبات العربية المشاركة، لكنه يفضل تشجيع المغرب “نظرا لتاريخه الجيد في البطولة، إذ وصل ست مرات إلى النهائيات ووصل إلى الدور الثاني في نسخة 1986 إضافة إلى تقديمه عبر تاريخ مشاركاته مجموعه من اللاعبين المميزين كالتيمومي والزاكي وبودربالة، بالإضافة إلى أن المنتخب الحالي يضم مجموعة من المتألقين مع الأندية الأوروبية”. ويشاطره الرأي عبدالوهاب سنين (كاتب) موضحا أنه يشجع جميع المنتخبات العربية، لكن المغرب هو المفضل لديه “فمنذ عقود وأنا أشجع المغرب، الذي يذكرني بعمالقة الكرة العربية والعالمية في الثمانينات”. ويضيف: “اليوم يملك فريقاً قوياً كزياش وحكيمي والمزراوي وبونو حارس إشبيلية، ونأمل بأن نرى المغرب في الدور الثاني رغم وقوعه في مجموعة صعبة تضم كرواتيا وبلجيكا وكندا، واتمنى أن يتغلب على بلجيكا، وذلك ممكن لأن هناك تراجع في مستوى أهم لاعبي المنتخب البلجيكي هازارد وإصابة لوكاكو”.
بينما قال ريام مخشف (صحافي) إنه يشجع المنتخبين السعودي والمغربي انطلاقًا من انهما كما يقول “يعدان من أفضل المنتخبات العربية، التي تمتلك لاعبين متميزين بإمكانهم مقارعة (الكبار) رغم صعوبة المنتخبات التي سيواجهونها”. أما محفوظ حزام (يوتيوبر) فقال إنه يشجع قطر، لأن “قطر منحت العرب فرصة استضافة المونديال، ومن المؤكد أن تنظيمه سيكون مختلفا ومتميزا، وبالتالي من المحتمل أن منتخبها سيكون مختلفا وغير مستبعد أن يحقق مستوى متقدم ومشرف ومفاجئ، ومن الواجب أن نشجعه ونقف في مؤازرته”.
خلاف أولئك هناك من لا يشجع أي منتخب عربي، ومن هؤلاء جمال الخولاني (صحافي) الذي أرجع عدم تشجيعه للمنتخبات العربية “لمستوياتهم الباهتة وفقدان المتعة الكروية واكتفاءهم بشرف المشاركة واللجوء للكرة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة وغياب شخصية التنافس مع الفرق المنافسة، فضلاً عن الضعف التكتيكي والأداء الفني مقارنة مع منتخبات البرازيل، فرنسا، الأرجنتين وألمانيا التي أتوقع تتويج إحدى هذه المنتخبات بكأس العالم القادمة”.
وبين أولئك وهؤلاء يقف منير الرفاعي (صحافي) معتقدا أن حظوظ المنتخبات العربية في كأس العالم ليست جيدة، لكنه يبدي تعاطفا مع المغرب: “كونه يملك الأسماء الكبيرة التي تلعب في الدوريات الاوربية في كل مراكز اللعب، وهذا يعني أن المغرب تجاوز كأفراد حاجز رهبة الخصوم”. وعن منتخبات تونس والسعودية وقطر يقول: “بالترتيب سيلعبون في مجموعات قوية باستثناء قطر التي تلعب في مجموعة بسيطة مقارنة بمجموعتي السعودية وتونس”. وختم مؤكدا أن “المغرب صاحب التصنيف الأعلى عربيا ورقم 23 عالميا في التصنيف الأخير للفيفا، هو أكثر منتخب عربي أجده مرشحاً للعبور بالنظر للكم الهائل من المحترفين في أندية أوربية كبيرة بالإضافة للاستقرار بعد تعيين الركراكي وعودة الكثير من اللاعبين”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها