لبنان
أربعون عاماً يا بشير ... ماذا فعلنا ؟
كتب المقال و أعدّ التقرير - شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
أربعون عاماً مرت على الاستشهاد و لا زلت تعيش بيننا كأنك لم تمت

كيف لرجل أن يكون حضوره قوياً لهذه الدرجة بعد كل تلك السنوات على استشهاده ؟؟ ما هذا السر يا بشير ؟؟ لماذا نحس بوجودك كل لحظة بيننا ؟؟

ألأننا لم نخلق مئة بشير آخر بعد استشهادك كما طلبت منا ذات يوم ؟؟

أم لأننا غرقنا في النحيب و البكاء و الندب و الندم فتعطل عقلنا و انزلقنا الى القعر بسرعة البرق ؟؟

نحن نؤمن أنك ترانا و نعرف أنك حزين على حالنا … نحن ندرك أن قلبك يعتصر ألماً على الوضع المزري الذي نحن فيه و على ما فعلت أيدينا بمجتمعنا و بلبناننك

بربك و لو للحظة واحدة و لو في الحلم … تعال الينا … تكلم معنا … إجعلنا نستيقظ … أطلب من ناسك المكسورين إيقاف العويل و النهوض من جديد علَّهم يدركون طريق المستقبل التي أضاعوها بموتك

بعد كل هذا الوقت بما حمله من هزائم و انكسارات و انهيارات و نحيب و بكاء ماذا سنقول لك و كيف سنجدد الوعد ؟؟

في ذكراك الاربعين يا بشير … ما زال ناسك يبكون و في أحزانهم و انكساراتهم يغرقون

بعد أربعين عاماً … سقطنا في كل الامتحانات و خذلناك … بعد اربعين عاماً لم ندرك بعد اننا متنا جميعاً بموتك

في ذكراك الأربعين كنا نفضل أن نخبرك عن الانجازات و لبنان الجميل لا عن الانهيار و التخلف و الفساد و الإجرام و السرقة

بعد أربعين عاماً كان علينا أن نقول لك أننا خلقنا ألف بشير آخر و أكملنا المسيرة و حققنا الحلم لكن شيئاً من ذلك لم يحصل

بعد كل تلك السنوات أنخبرك أن كلامك عن الذين يتدربون في لبنان و هم كالوباء إن تمددوا ابتلعوه أصبح حقيقة و أمراً واقعاً

أم نخبرك عن انهيار كل ما ارتكزت عليه دولة مجتمعك العميقة و أمن استمراريتها على مرّ العصور و الأجيال ؟؟

لن نطيل عليك الكلام … نعرف أنك غاضب و مشمئز منا … لكننا ندرك أيضاً أنك بجوار المعلم في دنيا الخلود حيث السلام الأبدي … قل ليسوع أن يغفر لنا … قل له ان شعبنا يستحق فرصة أخرى و أطلب منه ان لا يترك الحلم ينكسر و لبنانك بموت
Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top